نشرة المجلة الأمريكية الشهيرة The National Interest مقالا لأحمد الشرعي، ناشر وعضو بمجلس إدارة العديد من مجموعات التفكير الأمريكية، اليوم الخميس (20 فبراير)، والذي يذكر فيه بالمصالح الأساسية للرئيس الأمريكي، باراك أوباما، وللرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، في القارة الأفريقية. واعتبرت المجلة أن إفريقيا جنوب الصحراء هي السوق واعدة بأكثر من ثمان مائة مليون شخص ومع إمكانات هائلة للشركات الأمريكية والأوروبية. ويضيف كاتب المقال: «فرنسا، بسبب تاريخها الاستعماري الطويل في القارة، لديها خبرة أكبر من الولاياتالمتحدةالأمريكية، فضلا عن توفرها شبكة واسعة من العقلاقات، ولكن بعض الدول الإفريقية لديها تحفظات حول الدور الذي تلعبه فرنسا بسبب الذكريات الاستعمار المريرة.. في وقت لم يسبق للولايات المتحدة أن احتلت إفريقيا، بالعكس لقد شاركت في تحرير جزء كبير من شمال إفريقيا من الهيمنة النازية خلال الحرب العالمية الثانية. لكنها لا تتوفر على خبرة كافية للتوغل في القارة السمراء».
من ناحية أخرى، تضيف المجلة، فإن القارة الإفريقية، لا سيما في شمالها الغربي، غير مستقرة سياسيا، وتعاني من العنف العرقي والطائفي وفشل الدولة. وأضافت: «الأمريكيون يعرفون جيدا أن الجزء الشمالي من مالي يعيش في اضطرابات بسبب وجود تنظيم القاعدة».
وأكدت مجلة The Nationa Interest أن البلدين، أي فرنسا وأمريكا، في حاجة إلى شريك على الأرض، كما ينبغي بذل المزيد من الجهود لتعزيز النوايا الحسنة مع الشعوب الإفريقية. هذا البلد ولا شك هو المملكة المغربية.
وكتب الشرعي: «تستند سياسات الملك محمد السادس على ثلاثة ركائز أساسية هي: دعم العملية الديمقراطية، والشراكة من أجل التنمية البشرية واحترام الاختلافات الثقافية. وفي مجال مكافحة الإرهاب، المغرب يقدم منصة فريدة من نوعها لدعم هذه المبادرة بفضل الإسلام المتسامح الذي يرعاه الملك كأمير للمؤمنين، وهو أيضا سليل أسرة ساهمت في نشر الإسلام في إفريقيا جنوب الصحراء. إسلام كان منفتحا على الثقافات والتقاليد المحلية، فضلا عن الأديان الأخرى والنظم الروحية». هذا المزيج بين ما هو روحي وديني، يشير الكاتب، يمكن استخدامه من طرف الولاياتالمتحدةوفرنسا في تطلعاتهم للتواصل بشكل أكثر عمقا مع إفريقيا. وشددت المجلة على أن زيارة الملك محمد السادس لمالي مرتين في ظرف 6 أشهر تؤكد الأولوية التي توليها المملكة بالجنوب. وأضافت: «وفي غشت سيرأس أوباما قمة للزعماء الأفارقة في واشنطن للمساعدة في تعزيز العلاقات في إفريقيا، وهي القارة التي قال عنها المتحدث باسم البيت الأبيض واحدة من المناطق الأكثر دينامية في العالم اليوم. والملك محمد السادس ومن خلال حضوره يعطي معنى أعمق لهذه القمة.