كتبت المجلة الأمريكية نصف الشهرية، (ناشيونال إنتريست)، المتخصصة في القضايا الاستراتيجية، اليوم الجمعة، أن زيارة العمل التي يقوم بها الملك محمد السادس، في 22 من نونبر الجاري إلى الولاياتالمتحدة بدعوة من الرئيس الأمريكي باراك أوباما، ستشكل مناسبة لقائدي البلدين لتعزيز قواعد شراكة "متجددة"، في إطار مقاربة تتجاوز الإطار الثنائي لتعتمد رؤية متقدمة تعطي دفعة جديدة لمسلسل السلام بالشرق الأوسط، وترسي أسس تعاون ثلاثي الأطراف في إفريقيا، وفق منهجية حريصة على تحقيق تطلعات شعوب المنطقة إلى التقدم والاستقرار. وأبرزت المجلة الأمريكية، في مقال تحليلي تحت عنوان (الفرصة المغربية لأوباما)، أن الدور المركزي الذي يضطلع به العاهل المغربي على الصعيد الدولي والثقة التي يحظى بها لدى أطراف النزاع الإسرائيلي الفلسطيني ولدى زعماء الدول العربية، يمكن أن يكون لها "عمق استراتيجي يساعد على التوصل إلى حل لهذا النزاع، حسب وكالة الأنباء المغربية. وفي هذا السياق، ذكر كاتب المقال أحمد الشرعي، ناشر وعضو مجلس إدارة العديد من مجموعات التفكير الأمريكية، أنه "بصفته رئيسا للجنة القدس، التي تعتبر تحالفا واسعا للبلدان العربية والمسلمة"، فإن الملك محمد السادس يضطلع بدور طلائعي في ما يتعلق بالدفاع عن الحقوق الاجتماعية والسياسية للفلسطينيين، عبر تفعيل دينامية بناء المستشفيات وإطلاق العديد من المشاريع. وذكرت المجلة بأن العاهل المغربي كان دائما "الصوت المدافع عن الحقوق الفلسطينية في المحافل والمؤتمرات الدولية". وسجلت (ناشيونال إنتريست) أن المكانة الفريدة للملك محمد السادس تنهل معانيها من تقاليد عريقة للاعتدال والتسامح التي يؤمن بها ، مذكرة بأن المغفور له محمد الخامس اعتمد "مقاربة تاريخية ونموذجية من خلال حمايته واحتضانه لنحو 265 ألف مغربي يهودي، خلال مقاومته للنازية ومعارضته لقوانين فيشي ". من جهة أخرى، لاحظت المجلة الأمريكية أنه في ظل الظرفية العالمية المتميزة بالأزمة الاقتصادية وتفاقم الهوة في مجال التنمية ،يرى الملك محمد السادس والرئيس أوباما النصف الجنوبي للكرة الأرضية وفق منظور للتنمية والشراكة الاقتصادية المفيدة لجميع الأطراف. وأضافت المجلة الأمريكية أنه "في إفريقيا، على وجه الخصوص، يقر رئيسا الدولتين أن الخط الفاصل بين شمال القارة وجنوبها فقد كل معنى" في زمن العولمة وتطور وسائط الاتصال والنقل، مبرزة أن الزعيمين "يعتقدان بقوة أن مكافحة التطرف الديني بالمنطقة لا تتطلب فقط التعاون الأمني، بل أيضا بلورة استراتيجية فعالة للتنمية». وفي ما يتعلق بتفعيل شراكات لمواجهة الإكراهات التنموية للشعوب الإفريقية، ذكرت (ناشيونال إنتريست)، في هذا الإطار، أن المغرب يتوفر على حصيلة إيجابية جدا، مبرزة أن الالتزام الإفريقي للمملكة يتميز بطابعه العريق والمتنوع. ولاحظت المجلة نصف الشهرية الأمريكية أن "القطاع البنكي المغربي حاضر، اليوم، بقوة في القارة الإفريقية، كما أن هناك جيلا جديدا من المقاولين المغاربة استثمروا في جميع القطاعات بالقارة، انطلاقا من الكهربة القروية إلى الصناعة الصيدلانية مرورا بالنسيج وقطاعات أخرى». وأضافت أن "الولاياتالمتحدة، التي تربطها بالمغرب اتفاقية للتبادل الحر فريدة من نوعها بالقارة الإفريقية، يمكن أن تستفيد من تجربة المملكة بالقارة، في إطار تعاون ثلاثي الأطراف يوفر بيئة ملائمة للأعمال بالاعتماد على الخبرة المغربية والدعم الأمريكي». وخلصت (ناشيونال إنتريست) إلى أن زيارة الملك محمد السادس لواشنطن بدعوة من الرئيس أوباما "تشكل فرصة تاريخية لزعيمي البلدين لتجاوز الرؤى الضيقة التي طبعت الاستراتيجيات الدولية خلال القرن الماضي».