سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وين العرب، وين الملايين، وين المدافعون عن لغة الضاد، من يقول لي منكم ما اسم فاكهة المزاح بالفصحى! أحب فاكهة المزاح وأريد أن أكتب عنها شعرا، لكني أرفض أن أسميها زعرورة
أين الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية. أين المدافعون عن لغة الضاد. أين الإسلاميون أين القوميون وين الملاييين الشعب العربي وين. قبل الوحدة العربية، وقبل الندوات والسفريات، وقبل لغة القرآن، وقبل الهجوم على الفرونكفونيين، وعلى الدارجة، هناك أمر مستعجل ومشكل عويص يتعلقان بمصير اللغة العربية ومستقبلها، ويطفو على السطح، في هذه الفترة من كل سنة، ويخص فاكهة المزاح. أنا أحب المزاح، وهي فاكهتي المفضلة، وقد اشتريت كيلو منها يوم أمس، والتهمته بالكامل، مممم. آكلها وأتلمظ. آكلها وأحاول أن أكتب عنها الشعر. لكن هناك مشكلة في اللغة العربية بخصوص هذه الفاكهة، التي لا اسم لها. فأي هوية هذه وأي وحدة بدون هذه الشجرة التي تثمر في منازل المغاربة، وتمنحنا فاكهتها اللذيذة، والتي كنا نسرقها ونحن صغار في الطريق إلى المدرسة، وحين العودة منها. أليست هذه فضيحة تستحق أن نهتم بها. ألا ترون أنها أهم من أنف دنيا بوتازوت. ثم أترضون أن أقول لكم إني التهمت زعرورة، وهو الاسم الذي عثرت عليه في المعجم، وأنا أتهيأ للكتابة عن موسم المزاح. وهل ستحترمونني وأنا أقشر زعزورة، وأتذوق طعمها الحلو والحريف في الآن نفسه. وهل ستحبسون الضحكة وأنتم تقرأون كاتبا محترما، يتحدث في رواية له أو قصة عن فاكهة الزعرور، ويكتب دون أن يرف له جفن، قدم فلان لحبيبته زعرورة حلوة، أو اشترى لها زعرورة. وأنا متأكد أن كثيرين يحبون هذه الفاكهة، لكن غياب اسم لها في العربية يمنعهم من التعبير عن ذلك، فينقضي موسمها، دون أن تثير الاهتمام الذي تستحق. كما لو أنها فاكهة محرمة في اللغة العربية، وكما لو أنها ممنوعة، ومحاصرة، ولا حق لها في التعبير عن نفسها، ولا جمعية تدافع عنها، ولا حقوقيين، ولا أحزاب، بينما الجميع يشترونها ولا يفكرون في اسمها، كأنها مقطوعة من شجرة، كأنها لقيطة، كأنها من البدون، كأنها فاكهة لا أصل لها ولا نسب، وقد عثرنا عليها مرمية في قارعة الطريق. ربما لا يوجد وضع مشابه لهذا في أي لغة في العالم. معظم الأشياء التي حولنا لا أسماء لها في اللغة العربية، وأنظر الآن إلى الأشجار أمامي ولا أعرف كيف أخاطبها، ولا كيف أنطق اسمها. وأنظر إلى الكتب المدرسية والزهور كلها مجرد زهور، ولا نعرف إلا الوردة. لا أسماء للنباتات. لا اسم للمزاح. أنا لا أمزح بل أتكلم بجد. وهذه الفاكهة التي آكلها ليست مزحة وجريمة أن لا نسميها والجريمة الأكبر أن نقول عنها زعرورة. فأينكم يا عرب أين الغيرة على لغتكم أين الشعارات وها هو موسم المزاح بدأ، وقريبا سينتهي ونحن لم نجد بعد اسما له وكيف لي أن أكتب عنه شعرا وكي لي أن أتمتع به لغويا وأنا لا أمتلك شجاعة أن أسميه زعرورا ولو فعلت ذلك وتجرأت عليه فإنه سأؤذيه وأجعل منه فاكهة غريبة ومستوردة وأنا الذي أعرفها حق المعرفة وكبرت معي وعشنا سويا بينما أجهل من تكون بهذه اللغة التي أكتب بها هذه اللغة التي تحرمني من ألذ فاكهة وعندما أفكر في التعبير عن ذلك تفرض علي بأن أناديها زعرورة. لا لا هذه الفاكهة ليست زعرورة ونذل وعديم الذوق من يقول عنها ذلك.