أكدت مصادر مسؤولة من داخل عمالة إقليم تاونات ل"گود"، أن السلطات المحلية أقدمت، إلى حدود 20 يناير الجاري، على إغلاق سبع وحدات كبرى لعصر الزيتون، وإجبار أرباب 18 معصرة أخرى على التخلي عن استغلال وحداتهم بفعل عجزهم عن تطبيق قرارات اللجنة الإقليمية للمراقبة، فضلاً عن متابعة اثنين من أرباب المعاصر أمام القضاء لإخلالهما بتنفيذ قرار الإغلاق الصادر في حق وحدتيهما. ووفق المعطيات التي حصلت "گود"، فهذا الإجراء جاء في سياق مجموعة من التدابير الزجرية للحد من الانعكاسات السلبية لمادة "المرج" الناجمة عن عصر الزيتون على المحيط البيئي، بعد قيام لجنة محلية بجولات ميدانية ودراسات مخبرية همت أزيد من 60 وحدة، من بينها أربع وحدات ببلدية تاونات. وأوضحت المصادر، أنه في إطار التحضير لموسم جني الزيتون بالإقليم، تم الشروع في القيام بمجموعة من الإجراءات والتدابير الوقائية لمعالجة هذا الوضع، من بينها قيام لجنة إقليمية مكلفة بمراقبة وتتبع المعاصر، التي تضم في عضويتها كلا من ممثلي قسم التعمير والبيئة بالعمالة وملحقة الوكالة الحضرية لتازة بالإقليم ومصلحة البيئة التابعة للدرك الملكي بفاس ووكالة الحوض المائي لسبو والسلطات المحلية، بزيارات ميدانية تفقدية لمختلف وحدات استخلاص زيت الزيتون بالإقليم، تم خلالها تنبيه أصحاب المعاصر إلى ضرورة تسوية وضعيتها القانونية من الناحية التعميرية والبيئية، طبقا للدراسات البيئة المنجزة سنة 2012 وذلك قبل حلول موسم جني الزيتون من خلال التسريع بوتيرة بناء صهاريج لتجميع وتبخر مادة المرج تتوفر فيها المعايير التقنية المطلوبة واحترام بنود كناش التحملات، خصوصا كمية الزيتون المرخص عصرهان وتغطية الصهاريج خلال الأيام الممطرة للحيلولة دون امتلائها، مع تحسين وسائل النظافة وظروف العمل بوحداتهم.
كما أشارت المصادر نفسها أن هذه اللجنة قامت عند الشروع في تشغيل وحدات استخلاص زيت الزيتون خلال شهر شتنبر 2013، بجولات أخرى قصد مراقبة مدى تطبيق الشروط المنصوص عليها في دفاتر التحملات المرفقة للدراسة البيئية، حيث أسفرت هذه الزيارات عن اتخاذ الإجراءات الزجرية المذكورة.
واعتبر المصادر ذاتها أن "ما يحد من المجهودات المبذولة من طرف الإدارة للحد من مخلفات مادة المرج على المجال البيئي، قيام بعض أرباب المعاصر باستخلاص كميات من الزيتون تفوق الكميات المرخصة بموجب دفاتر التحملات، الشيء الذي يؤثر سلبا على الطاقة الاستيعابية للصهاريج، ويؤدي إلى قذف مادة المرج بمجاري المياه والوديان"، وذلك في غياب الانخراط الفعلي لأرباب المعاصر في المجهودات المبذولة من أجل الحد من تفاقم الوضع على مستوى المنظومة البيئية بالإقليم". هذا، ويتوفر إقليم تاونات على مساحة تقدر ب 147.000 هكتار مغروسة بأشجار الزيتون بإنتاج سنوي بمعدل 180.000 طن مما يجعلها المورد الأساسي لمدخول الساكنة.
وختمت المصادر أنه لتثمين هذا المنتوج، أنشئت مجموعة من معاصر لاستخلاص زيت الزيتون، يبلغ عددها 64 وحدة منها 40 عصرية و 24 شبه عصرية، تم الترخيص لجلها قبل صدور القوانين الخاصة بالبيئة، بالإضافة إلى 3000 معصرة تقليدية جلها لا تشتغل.