أكدت يومية "la razon" الإسبانية واسعة الانتشار على أن سكان مخيمات تندوف هم الأكثر تضررا من الوضع الحالي في المنطقة. وكتب أحمد الشرعي، ناشر وعضو مجلس إدارة العديد من مراكز التفكير الأمريكية، في مقال له ، "لقد شاهدنا جميعا الآثار المدمرة للفيضانات الأخيرة في مخيمات تندوف. وفي حدث مماثل في عام 2005، هرب مئات من الشباب إلى صفوف تنظيم القاعدة من خلال هجرة جماعية إلى الزويرات في موريتانيا". ونبه كاتب المقال إلى أن هؤلاء الشباب، بدون أي بعد نظر. وبينهم من له وضع لاجئ، وليس لديهم الحق في حرية التنقل والعمل. فالانفصال ليس خيارا بالنسبة لمعظمها. وأضاف: "هذا اليأس يجتاح بسرعة، من ناحية إنسانية بالدرجة الأولى، ولكن أيضا لأنه يحمل مخاطر محتملة، وإنها مسؤولية جميع القوى المعنية بالصراع. أوروبا، وبالخصوص إسبانيا، يعرفون أن القضاء على الإرهاب، ينطلق من حل هذا النزاع المفتعل". وأشار أحمد الشرعي إلى أن في المغرب مخالف جدا، فالبلاد وضعت لنفسه هدفا رئيسيا لمساعدة الناس على تحسين مستوى معيشتهم، والاستثمارات العامة مكنت الأقاليم الصحراوية من اللحاق بالأقاليم الشمالية من المغرب، من حيث البنية التحتية، تلتها حركة توسع العمراني وفريدة من نوعها أيضا. وفي المقابل، أعلن المغرب اليوم، عن خطة 14 مليار أورو من الاستثمارات، وهو ما سيدفع بالأقاليم الصحراوية المغربية إلى عصر جديد. وكتب الشرعي: "هذه الخيارات ليست خطرة، فهي جزء من الرؤية الاستراتيجية الوطنية لجعل الجهوية المتقدمة، ورافعة للتنمية لتقليص الفوارق الاجتماعية والإقليمية، وزيادة إمكانات النمو لصالح جميع المواطنين. هذا هو جوهر المشروع الوطني، بقيادة الملك محمد السادس، منذ توليه عرش المملكة". كما شدد أحمد الشرعي أن الوضع في المنطقة لن يتطور دون أن يتقدم الوضع الديمقراطي في الجزائر، وأضاف كاتب المقال: "الجزائر دخلت مرحلة مهمة جدا من الانتقال لمصلحة مستقبل الجزائر، والمجتمع الدولي يتابع باهتمام بالغ عملية الانتقال لأنها تهم السلامة في منطقة بأكملها. وتأمل جميع دول المنطقة، بما في ذلك المغرب، أن يمر هذا التحول على أكمل ما يرام وفي السلام، وأنه يؤدي إلى تقوية الدولة الجزائرية وليس إلى إضعاف لها، لأنه في السياق الإقليمي الحالي الأمر سيكون مأساة. ونبه كاتب المقال أحمد الشرعي، ناشر وعضو مجلس إدارة العديد من مراكز التفكير الأمريكية، إلى أن إسبانيا تتحمل مسؤولياتها في ما يخص قضية الوحدة الوطنية المغربية، وكتب: "رغم من المنظمات غير الحكومية نشيطة بشكر كبير في قضية الصحراء، تحافظ مدريد على دعمها للمقترح المغربي للحكم الذاتي، كركيزة حقيقية لمفاوضات سياسية نحو التسوية النهائية لهذا الصراع المفتعل. لكن إسبانيا تفصح عن هذا الدعم بطريقة خاصة، فلأسباب مفهومة، تريد الجارة الشمالية، أيضا، حماية مصالحها مع الجارة الشرقية".