ينطلق مساء اليوم مهرجان مراكش الدولي للفيلم. مهرجان انطلق في ظروف دولية استثنائية سنة 2001 باشراف مباشر من مستشار الملك اندري ازولاي وادارة الراحل دانييل توسكان دوبلانتيي. ظل طيلة دوراته الخمس الاولى مهرجانا فرنسيا بامتياز. يفعل الفرنسيون ما يريدون مكلفون بكل شيء تقريبا يتركون للمغاربة "اعمال السخرة". كان المغاربة اجانب في مراكش طيلة ايام المهرجان وفوق هذه الحكرة الكبيرة كان الغائب الاكبر هو السينما. لقد كانت ايام المهرجان عطلة للسهر والقصاير والنشاط٫ السينما لم تكن تهم الا فئة قليلة جدا.
بعد ان اشرف الامير مولاي رشيد على المهرجان ثم انشئت مؤسسة مهرجان مراكش وتمت الاستعانة بنور الدين الصايل وفيصل لعرايشي وعينا نائبا الرئيس ثم كان تعيين جليل لعكيلي كاتبا عاما للمهرجان وقع تحول كبير. اضحى المغاربة يقومون بادوار مهمة. وقع كما واكبت "كود" ذلك لدورات٫ حرب التيارات واثرت سلبا احيانا على التنظيم لكن المغاربة في فريق المهرجان استعادوا هذا المهرجان الاهم في المغرب.
توالت الدورات ومعه بدأ المغاربة يتحكمون في مهرجانهم٫ رغم ان الادارة العامة مازالت بيد ميليتا توسكان دوبلانتيي فان دورها يقتصر اكثر على العلاقات العامة منه في التنظيم، اصبح المهرجان سينمائيا حاول سنة بعد سنة ان يختار لنفسه طريقا عبر برمجة افلام هي الاولى لمخرجين موهوبين في العالم لتفادي التنافس غير المتكافئ مع مهرجانات عالمية، استطاع هذا التوجه الذي لعب فيه نور الدين الصايل نائب الرئيس دورا كبيرا للغاية٫ ان يميز مراكش عن مهرجانات اخرى لها امكانيات مالية ضخمة كقطر ودبي وابو ظبي ان يخلق له شخصيته وذلك بفضل الاقبال على الافلام السينمائية ومواكبة دروس السينما التي يقدمها كبار السينمائيين وربط شراكات بين المهرجان والمدارس المختصة في السينما.
جليل لعكيلي الذي شغل منصب الكاتب العام لسنوات قبل ان تعوضه هذه السنة ازويتن لعب هو الاخر دورا في "مغربة" المهرجان. اصبح المهرجان في عهده ليس مناسبة للسينما فقط بل لتسويق مغرب موغل في التاريخ من خلال الديكور كما لعب دورا في جعل المهرجان مناسبة للسينمائيين المغاربة.
لعرايشي ساهم من جهته في كل ما له علاقة بالادارة فهو من المدافعين على ان يتم بالتدريج تكوين مغاربة كي يعوضوا في المستقبل كل اجنبي تكوينا صحيحا.
مازال هناك طريق امام "مغربة" المهرجان ومازال هناك من الفرنسيين من يعتقد ان المهرجان "ديالهم" لكن هناك حرص من الامير مولاي رشيد في مغربة هذه التظاهرة السينمائية المهمة مع الحرص على الاستفادة من الكفاءات بغض النظر عن جنسيتها. نجاح هذا المسعى يمر اساسا عبر ترك جميع من يعمل في المهرجان لخلافاتهم جانبا وهذا الامر قد يحدث في الدورات المقبلة