سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
من قال إن الاتحاد الاشتراكي هو أكبر الخاسرين، لا يعلم أننا اكتسحنا فيفي! فيفي أحلى وأجمل جماعة في المغرب، وسنسيرها بالهدوء والدلع والرقة، وسننقل إليها مقر الحزب في شارع العرعار
لماذا يستقيل ادريس لشكر وقد فزنا بفيفي. أجمل اسم جماعة في المغرب هو فيفي، وقد فزنا بها، واكتسحناها بالكامل. ومع احترامي الشديد لساكنة فيفي، لكنها دلوعة، وأنيقة، وروعة، وحلوة، ولا تليق إلا بالاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. نحن الحزب الوحيد في المغرب الذي اختار أين ينجح. وأين. حيث الجمال والدلع والطبيعة. ورغم ذلك ترتفع بعض الأصوات الحاقدة مطالبة باستقالة الكاتب الأول، وأتساءل لماذا يفعل ذلك، بعد أن أصبحت فيفي لنا. ومقارنة بالدار البيضاء والرباط ومراكش وأكادير وطنجة، ففيفي هي الأرق، والأحلى، والأهدأ، وهي الآن اتحادية. على الاتحاديين أن يفتخروا بهذا الإنجاز، ويفتخروا بكتابهم الأول، ولو كنت اتحاديا لطالبت بأن يبقى زعيما إلى الأبد. فمن كان منكم يتوقع هذا الإنجاز. من كان منكم يحلم يوما أن نبحث أين نجح حزب المهدي وعمر وبوعبيد، فيجد هذا الاسم الجميل. إنه توجه جديد في الاتحاد الاشتراكي، وبعد العنف ومواجهة النظام والنضال الديمقراطي، قرر ادريس لشكر، وبقيادته الحكيمة والهادئة، أن يجترح خطا جديدا، هو نضال الرقة. رددوها معي وستشعرون بحلاوتها على اللسان، آه، آه، على فيفي. سكر. عسل. مربى. مشمش. وأذوب وأنا أسمع هذا الخبر السعيد، وأرى الاتحاديين يحتفلون. فيفي لنا. فيفي لنا. من لم يسمع بالخبر. من لم تصله البشرى، ها أنا أخبره. ما أخفها. يا لرشاقتها. يا لقوامها، وأتخيلها تغمز لادريس لشكر وتسبل له العينين. لم يفهم أحد هذا التحول في خط الحزب الإيديولوجي، وحين كان ادريس لشكر يطرد الاتحاديين، وكان المتتبعون يستغربون، فإنه كان يهيء لهذه المرحلة الجديدة، وكان يبني حزبا أنيقا رقيقا جذابا خفيفا، غير مثقل بالمسؤوليات وبتدبير المدن. واليوم فيفي. وغدا نونو وتوتو ويالا وفاتي. كل الأسماء الثقيلة والمترهلة والتي فيها زحمة لم يعد يحتاج إليها الاتحاد الاشتراكي. وسنبحث عن شبيهات فيفي في المستقبل، وسنكتسحها. هذه بداية فقط، والآتي أجمل وأرق وأحلى وأكثر دلعا. وتستغربون لماذا ادريس لشكر لا أثر له، في وقت تناور فيه كل الأحزاب، وتحسب الأرباح والخسارات، ويخرج شباط خرجته الأخيرة، بينما لا أثر للكاتب الأول ولا نأمة. ولماذا يخرج. ولماذا يحاسب نفسه. وقد صارت فيفي لنا. المشكل ليس في ادريس لشكر، وليس في الاتحاد الاشتراكي في حلته الجديدة الرومانسية والحالمة، بل في هؤلاء المرتبطين بصورة الحزب القديمة. نحن الآن قانعون وتكفينا فيفي. خذوا المدن. خذوا الدنيا. خذوا المال، واتركوا لنا فيفي. فيفي لوحدها أغلى عندنا من كل شيء. هذا خطنا الجديد. ولن نراجع أنفسنا. ولن نحتج. ولا نرغب في أي شيء. وكل ما نبحث عنه هو السلام وراحة البال. نحن يسار الرقة. نحن حزب الهدوء والطمأنينة وقد ضيعنا عمرنا وأحلى سنواتنا في الصراع وما أقصر العمر حتى نضيعه في النضال. وقريبا سيظهر ادريس لشكر وسيجتمع المكتب السياسي وسيخرج بقرارات تاريخية أهمها بيع مقر العرعار لأي حزب وكل الفروع المنتشرة في المدن لمن يرغب في استغلالها والهجرة الجماعية إلى فيفي حيث الناس الطيبون والطبيعة الخلابة وقد أسر لي مصدر عليم أن الكاتب الأول ومنذ ظهور النتائج وهو يلوك اسم فيفي ويتلمظ وهناك من يقول إنه أصبح نباتيا ولن يذبح خروف العيد هذه السنة والذين يتصلون به لا يرد عليهم وهناك من يحكي أنه سافر إلى فيفي وقد أخذ معه الحزب وهو يجلس الآن تحت شجرة بلوط على سفح تلة يطرطش برجليه في ماء بركة ويفكر في هذا العالم الزائل وفي تقلباته وفي مصيره المجهول ويتأمل الحياة مثل ناسك وحده وليس معه إلا فيفي التي احتضنته ومنحته ثقتها فتسمع أنينه وترد جبالها الصدى.