لم يستشرنا مدير موقع كود، أحمد نجيم، عندما قرر، وبشكل انفرادي ودكتاتوري أن يمنح صوته لنبيلة منيب، والأدهى أنه أعلن عن نية الموقع الدعاية لها مجانا، ودون مقابل. ما هذا؟ كيف تجرأ على الحديث باسمنا، نحن العاملين في هذا الموقع، وبيننا الليبرالي، والمخزني، والديونيزوسي، واللامبالي، والرجعي، واليساري التائب، واليميني القح. أهذا جزاء إخلاصنا لموقع كود، بأن نتحول إلى بوق لعدونا الإيديولوجي. نحن نريد المال والإشهار، وأنت تريدنا أن نتحول إلى خيرية لبقايا اليسار. وبعد أن تجاوزت الأربعين، وتخلصت من كل الأوهام، تريدني أن أصوت، وأنا في أرذل العمر، على حزب الطليعة والمؤتمر الوطني الاتحادي، وأصدق أنها أحزاب ديمقراطية. هل هذه هي النهاية التي تتمناها لي يا أحمد نجيم، أن تعيدني إلى أجواء النضال والأغاني الملتزمة والشعر ولن أصالح. وأنا أكتب إليك، قرأت لأحدهم في الفيسبوك:"على هذه الأرض ما يستحق الحياة.. إنها نبيلة منيب". أهذا هو مصيري. وهل تتمنى لي هذه النهاية، وأن أعود القهقرى، وأتعرق وأصرخ وأحزن وأحارب طواحين الهواء، وأعود إلي حين كنت طفلا. لقد خنتنا يا أحمد نجيم، وخنت قضيتنا، وفي أول فرصة أتيحت لك، بعتنا لليساريين، وبالمجان. لم تشركنا في قرارك. ولم تدع إلى اجتماع في مقر موقعنا الافتراضي. ولم تجمع هيئة التحرير لنأخذ قرارنا بشكل ديمقراطي. لقد اتصلتُ بزملائي في موقع كود، وأبلغوني أنهم يرفضون بدورهم ذلك الموقف الذي اتخذته، وإذا لم تتراجع عنه، فإننا نهدد بالانسحاب من لائحتك، والالتحاق بموقع 360. نحن صحفيوك الخلص، ونحن الذي نعبر دائما عن إعجابنا بأحذيتك وسرواليك العجيبة ونمط حياتك البورجوازي، تسلمنا بالجملة لتحالف الاشتراكيين والقومجيين، كي يحرموننا منك عندما ينجحون. هل استشرت سقراط، هل أخبرت سهام وإسرافيل، وبقية الزملاء، كي تفاجئنا بهذا الموقف الغريب، وترغمنا على أن نقف في صف الشعب والجماهير والعمال. وإذا كنت ترفض مال الحملات الانتخابية، فنحن في أمس الحاجة إليه، ولسنا مناضلين، حتى نضحي بموقعنا، من أجل اليسار وشعاراته. ثم إن نبيلة منيب لها كريم التازي، ويمكنه أن يدفع لنا، وهو ثري ويساري، ومن غير المقبول أن يدفع رجال الأعمال اليمينيون، ويستثنى اليساريون. أين هي العدالة في هذا التمييز. أين هي المساواة والاشتراكية. أين هي محاربة الفساد. أين هي شعارات اليسار. سنوات وأنا أكتب في موقع كود مقالات ضد هذا اليسار، وفي الأخير، أجدني أشارك في حملته، ومجانا. هذا لا يليق بي، وأرفضه، ولا أقبل أن أبيع قلمي للفقراء، ولحزب نموذجه هو يسار اليونان وإسبانيا، أي الشعبوية والفشل والانسحاب بعد الاصطدام بجدار الواقع. ولا أقبل أن أصوت على أحزاب أعرف مسبقا أنها لن تنجح، ولا أحب النقاء والجنة، لأني أعيش في الواقع، ومنه أستمد قناعاتي المتقلبة وعير الثابتة. وبناء عليه، وكي لا يقع لبس، ولكي لا نجمع كلنا في سلة فيدرالية اليسار الديمقراطي، فإني أتبرأ من كل ما جاء في موقف كود، وأعلن للقراء وللأحزاب السياسية المنافسة، أني أقف على نفس المسافة منها، وأني مستعد للدفاع عنها وللترويج لمن يدفع أكثر. أما إذا أرادت نبيلة منيب ورفاقها حملة بالمجان، فما عليهم إلا أن يبعثوا من جديد جريدة أنوال، وليناضلوا فيها كما يشاؤون، وليكتبوا فيها ما يشاؤون، وليعدوا الناخبين بما يشاؤون. هذا عصر المال وعصر اليمين وعصر الحملات المكلفة وعصر أحزاب الله ولست مستعدا أن أناضل بأثر رجعي وأساند الدكتورة فابور في وقت تتنافس فيه المنابر الأخرى على مساندة العدالة والتنمية والبام من أجل المال. ما هذا البؤس يا مديري ما هذا الاندحار الطبقي لقد خنتنا وبعت القضية في أول اختبار ومع من مع الطليعة وإخوان نوبير الأموي والقاعديين يا لمآلك يا حميد رغما عنك يلزق بك هذا اليسار حتى وأنت تكتب في أبعد موقع عنه تجد نفسك وأنت لا تدري مشاركا في حملته وبالمجان يا لسخرية القدر يا لبؤسك وقلة حيلتك حتى وأنت يميني يمارس عليك الماضي استبداده.