سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
طلب عمل للاشتغال مع الأمير مولاي هشام من أجل القضاء على المخزن! المخزن لم تزعزه احزاب قوية وامتص معارضيه. ما يؤرق يؤرق المغاربة في هذه اللحظة هو التشرميل، ومع ذلك لم تذكر كلمة عنه في كتابك، ولم تحضر لنا سيوفا من الليزر لنواجه بها سيوف من يعترض طريقنا
لو كنت مكان الأمير مولاي هشام لما ضيعت كل يومياتي في كتاب واحد. لو كنت مكانه، لنشرتها في حلقات، كل يوم حلقة، كما يفعل مثلا محمد سقراط في موقع كود. فأن تفرغ كل ما في جعبتك دفعة واحدة، فهذا يعني أنك ستصمت بعد ذلك، وسيختفي اسمك. سقراط ذكي، ويتعامل مع قرائه بالقطارة، كل يوم جرعة، وكل يوم مئات اللايكات. وحتى الذين لا يحبون ما يكتب يجدون أنفسهم مضطرين لقراءته. تخيل معي، سمو الأمير، لو نفحتنا مالا في موقع كود، ومددتنا بكتابك مخطوطا، كنا سنترجمه، وننشره مسلسلا طويلا وممتعا، وكنت ستستفيد ونستفيد نحن معك، وكنا سنضمن لك حضورا يمتد لأشهر. لكنك دائما ترتكب نفس الأخطاء. منذ سنوات وأنت تراكم الأخطاء وتشغل معك صحفيين يستغلونك وتستغلهم، ثم ينفضون من حولك. اختياراتك دائما غير موفقة. ولا أحد منهم تمكن من تقديم خدمة لك، وفي النهاية تتشاجرون وتفرجون المخزن عليكم. لقد خذلوك ولم ينصحوك، وقد حان أوان تغييرهم وفضحهم إذا لزم الأمر. وها أنت ترى النتيجة الآن، فبدل أن تزعج النظام، ها أنت تسلينا بخبايا القصر وبالحكايات، وعلى عكس ما كنت تتوقع، تحول كتابك إلى قصة، والقصة مجالها هو الخيال. حتى خصومك يقرؤون كتابك ويتمتعون. صرت مجرد حكاية، وحين سننتهي منها، سوف نعود إلى شباط وأفتاتي. ليس هكذا تكون الضربة، الضربة القوية تستمر في الزمن، ولا تكون مترجمة. لقد أتعبت الصحافة المغربية، ننقللك من الفرنسية إلى العربية، ونترجمك بالمنبوذ، ولا تعجبك الترجمة وتحتج علينا. وحتى حكومتنا التي لم تنجز أي وعد من وعودها تفوقت عليك، وسمحت بتوزيع كتابك، وكانت أكثر ذكاء منك، كأنك منحتها هدية لتحسين صورتها. لقد أصبحت بسبب بطانتك غير المحترفة خبرا عاديا ومستهلكا، وفي المستقبل سيكون من الصعب عليك أن تقوم بخطوة أخرى. من أسباب الإقبال على شيء هو ندرته، أما الآن فقد صرت متاحا ومتوفرا، بعد أن استنفدت كل ما وفرته في خرجة واحدة. لو وظفتني لكنت نفعتك، لكنك لم تتصل بي، وفضلت علي صحفيين آخرين، بعضهم الآن لا يجرؤ حتى على النطق باسمك. الجبناء أخذوا المال وتخلوا عنك في وقت الشدة. ثم أين هم صحفيوك، سمو الأمير، كلهم مختبئون، في وقت تحتاج فيه إلى مساندة ودعم ومتابعة وتحليلات. من أخطائك أيضا أنك أخذتهم معك وسفرتهم، وهذه بدورها خطة غير موفقة، فأي ثورة ولكي تنجح تحتاج إلى دعم من الداخل. والمخزن الذي لم تزعزعه أحزاب قوية وامتص كل معارضيه، لن يؤثر فيه مقال بالإنجليزية، ولن يتغير بجهاز تحكم عن بعد. ما يؤرق المغاربة اليوم ليس المخزن، فهذا الأخير هو منا ونحن منه، وفي كل واحد منا يكمن مخزني، لقد صار المخزن يسكننا، ولكي يزول علينا أن نبدل المغاربة بالسويديين، وحتى وأنت تحاربه، سمو الأمير، اشتغلت بنفس منطقه، وخلقت حاشية وأتباعا وصحفيين ومثقفين وقدمت عطايا ومنحا وإكراميات، وهذا يعني أن المخزن كامن في كل المغاربة، من السلطة إلى اليساري الأكثر تطرفا وصولا إلى الأكاديمي والباحث وسمو الأمير. إن ما يؤرق المغاربة في هذه اللحظة هو التشرميل، ومع ذلك لم تذكر كلمة عنه في كتابك، ولم تحضر لنا سيوفا من الليزر لنواجه بها سيوف من يعترض طريقنا في الشارع. ولو خصصت كتابك لظاهرة التشرميل لتبعناك جميعا، فنحن فعلا نشعر بالخوف، وأكثر من مرة هاجم المشرملون المخزن، وكم من رجل أمن وقع ضحيتهم. لقد تسرعت، و2018 مازالت بعيدة، ورغم أنك تستشرف المستقبل، فإنك لم توفر جهدك للحظة الحاسمة، وفي كل مرة تلعب في الوقت الخطأ. وكما أنك ستعاني من الفراغ، وأربع سنوات المتبقية طويلة، ومن غير الممكن أن تصدر كتابا في كل مرة، فأنا من ناحيتي أعاني هذه الأيام من ضائقة مالية ومن ملل مزمن، وهي فرصة لنتعاون، ولننشىء موقعا إلكترونيا، ونصور فيديوهات، وعندي لك خطة جهنمية لنطرد المخزن، خطة مدروسة بعناية، شرط أن تتخلى عن كل هؤلاء الصحفيين والباحثين الذين يضحكون عليك، ويكتبون ما تحب سماعه، وآخرهم ذلك الذي جاء وقال لنا إن المخزن أصبح مهزوزا ومهزوما، وشرط أن آتي بفريقي الخاص، ولا أخفيك أننا نحتاج إلى مال كثير كي ننجح، فالمغاربة كلهم مع المخزن، ومن الصعب إقناعهم بسهولة، ولم يغير قناعاتهم لا الربيع العربي ولا أي فصل آخر، ويقولون في لغتهم اليومية اللي تعرفوا حسن من اللي ما تعرفوش، هذا طبعا مع تكوين، بين الفينة والأخرى، في جامعات أمريكية، ومع ضرورة التخلي عن خلاياك السرية في الفيسبوك، وتوقيع عقود عمل غير محددة مع فريقي ، لئلا يقع لنا ما وقع لمن سبقنا، لا هم أسقطوا المخزن، ولا أنت ضمنت لهم معاش ما بعد الخدمة، وأكثر من هذا أصبحت سمعتهم في الحضيض. صدقني لو كنت مكانك لما ضيعت كل رصيدي دفعة واحدة، ولا شتغلت بالحلقات، ولغازلت المغاربة وقلت لهم أنا قادر على القضاء على التشرميل، وها هو عرضي أقدمه لك مرة أخرى، وأقول لك إني أتوقع أن يكون المغرب سنة 2018 أفضل من الآن، وأقترح عليك في بداية تعاوننا أن نذهب معا إلى 1965، ثم نعرج على 1981، فهذه تواريخ تصلح لقيام الثورة، وعلينا أن نعود إليها، لنقضي على المخزن، أما المستقبل فلا أحد يمكنه أن يتوقع ما سيحدث فيه، بينما الماضي واضح وبإمكاننا أن نعبىء فيه ونؤجج ونوسع مجال الصراع. ولن أبدأ العمل قبل الدفع المسبق، فماذا تظن يا سمو الأمير، هذا زمن آخر، والنضال فيه لم يعد مجانا، وكل شيء أصبح يقدر بالمال، للأسف الشديد، وحتى الستاتوهات في الفيسبوك، صار مؤدى عنها، ومعاليك يعرف هذا أفضل مني.