بعد ثلاثة أيام من الهدوء في شوارع مدينة اليوسفية، وبعد عودة الحياة إلى السكة والقطارات الناقلة للفوسفاط، تأججت نار الغضب من جديد وسط الشباب، بعدما تناهى إلى علمهم أن إمكانية تشغيلهم في المركب الشريف للفوسفاط أمر مستحيل. فقد خرج الشباب، منذ الساعة الثالثة بعد زوال اليوم الاثنين، إلى شوارع المدينة رافعين شعارات منددة بتسويفات إدارة الفوسفاط والسلطات المحلية، واحتلوا من جديد سكة القطار الذي توقف عن نقل منتوج فوسفاط اليوسفية إلى مدينة أسفي، بينما اعتصم آخرون أمام مناجم الفوسفاط حيث منعوا الشاحنات من التوجه إلى القطارات لإفراغ حمولتها، فيما جزء ثالث يعتصم أمام معامل التنشيف والتكليف، ورابع يعتصم الأن أمام مقر عمالة الإقليم.
وحسب مصادر من الشباب الغاضب، فإن الوعود التي قطعتها منذ ثلاثة أيام إدارة الفوسفاط، والمتمثلة في تشغيل شخص واحد عن كل أسرة باليوسفية ومنطقة الكنتور في إطار التوظيف المباشر، وتكوين شخص ثان عن نفس الأسرة مع تخصيص منحة شهرية طيلة مدة التكوين، قد تبخرت، وأنها كانت مجرد محاولة من السلطات المحلية وإدارة الفوسسفاط من أجل تهدئة الوضع، وربح مزيد من الوقت.
وكان ممثلون عن الادارة المركزية للمكتب الشريف للفوسفاط ، قد عقدوا لقاء مع الكاتب العام للعمالة باسم عامل الإقليم، الذي يوجد في عطلة سنوية، وبعد ذلك مباشرة عقد الكاتب العام، لقاء مع الشباب الغاضب، وأبلغهم باقتراح الادارة العامة للمكتب الشريف للفوسفاط.
وحسب مصادر من الشباب فإن عملية إحصاء المنازل التي يوجد بها عاطلين، أشرفوا بأنفسهم عليها، رافضين إشراف السلطات المحلية، والتي سبق وأن سجلت أسماء موظفين بقطاعات التعليم، والسكك الحديدية، والقطاع البنكي، بالاضافة إلى عاملين بالقطاع الخاص، وهو ألأمر الذي أجج غضب الشباب، خاصة من أبناء متقاعدي الفوسفاط.
وأفاد شهود عيان ل"كود" أن مجموعة من المعتصمين، في هذه الأثناء، يلوحون إلى الأعلى بمفاتيح كبيرة (كلامونيت) مهددين يتفكيك سكة القطار.