أفاد مصدر مقرب من قيادة حزب التجمع الوطني للأحرار أن صلاح الدين مزوار، رئيس هذا الحزب، تمسك في لقائه الأخير مع عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، بمطلب إعادة هيكلة الحكومة، رافضا عرض بنكيران بالاكتفاء بتعويض وزراء من التجمع الوزراء الخمسة المستقيلين من حزب الاستقلال. وأوضح مصدر "كود" أن رئيس الحكومة عرض على مزوار في اللقاء الثاني الذي جمعهما تعويض التجمع للوزراء المستقيلين، وفقا ما ورد في بيان الديوان الملكي المعلن عن قبول الملك استقالة هؤلاء الوزراء بعدما رفعها إليه رئيس الحكومة قبل أسابيع.
ولما أصر صلاح الدين مزوار، يضيف مصدر "كود"، أصر على ضرورة إعادة هيكلة الحكومة وإجراء تعديل أعمق بمناسبة التحاق الأحرار بها، طلب بنكيران مذكرة مكتوبة يعرض فيها مزوار تصور حزبه لإعادة الهيكلة.
وأخبر بنكيران مفاوضه أنه سيعود لحليفيه الآخرين في ما تبقى من أغلبيته الحكومية أي حزبي التقدم والاشتراكية والحركة الشعبية، لاستطلاع آراء قيادتيهما حول موضوع التعديل الموسع وإعادة الهيكلة.
ولا يعرف بعد رسميا ما إذا كان حزب التجمع عرض تصورا دقيقا لإعادة هيكلة الحكومة، لكن الأرجح أن تشكل هذه النقطة جوهر المفاوضات بين الطرفين، قبل أن تصل الأمور إلى الحديث عن أسماء المرشحين للوزارات في حال نجحت المفاوضات حول إعادة الهيكلة.
وسبق لحزب العدالة والتنمية أن رفض بقوة مطلب إعادة هيكلة الحكومة حين تقدم به حزب الاستقلال منذ يناير الماضي. إذ يعتبر الإسلاميون ذلك مجرد محاولة لتقليص سيطرتهم على بعض القطاعات الوزارية خاصة وزارة الميزانية. كما سبق لحزب العدالة والتنمية أن وعد بتشكيل حكومة بعدد قليل من الوزراء لا يتعدى 15 أو 20 وزيرا، لكن مطالب شركائهم في الأغلبية حالت دون تحقيق هذا الهدف.