بعد يوم واحد فقط من تقديم صلاح الدين مزوار، رئيس حزب التجمع الوطني لمذكرة تفصيلة، تسلمها رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله بنكيران، حول تصور الRNI لمشاركته في النسخة الثانية من الحكومة الحالية، عقد المكتب السياسي لحزب الحمامة لقاء بالرباط، الأربعاء، ليطلعه مزوار على تفاصيل لقاءاته الاخيرة مع بنكيران. الموعد لم يتجاوز الساعة من الزمن، وكان بهدف إطلاع قيادة الحزب على نتائج الجولات السابقة من المشاورات، حيث نفى فيه مزوار لقيادة الحزب أن يكون هناك أي "بلوكاج" في المفاوضات مع حلفائه المستقبليين، مبديا ارتياحه من الطريقة التي يدير بها بنكيران المشاورات السياسية. مزوار تجنب مناقشة أعضاء المكتب السياسي لحزبه بشأن طبيعة الحقائب التي سيطالب بها بنكيران، مشيرا في هذا الاتجاه أنه استطاع أن ينتزع مطلب إعادة هيكلة الحكومة في نسختها الثانية بسبب عدم اعتراض رئيس الحكومة عليه، غير أن مصدرا من قيادة "الأحرار"، غير الراغب في نشر هويته لحساسية موقعه، لم يستبعد أن يكون اللقاء الرابع المرتقب خلال الأيام المقبلة حاسما في رسم معالم الهيكلة الجديدة للحكومة في انتظار رد "أحزاب ما تبقى من الاغلبية" على تصور مزوار الجديد. وكان صلاح الدين مزوار قد سلم لرئيس الحكومة مذكرة تفصيلية حول تصوره للهيكلة الحكومية الجديدة التي طالبت بها الأغلبية خلال اللقاء الأخير الذي جمع بينهما، حيث شملت تصور الحزب الكامل للحكومة وأولوياتها لإخراج المغرب من حالة الانتظارية التي يعاني منها وعلى رأسها الأزمة الاقتصادية وتأثيراتها السلبية على الاقتصاد الوطني. وتضمنت مذكرة حزب الحمامة للحلفاء حسب ما تسرب منها خلاصات المجلس الوطني للحزب والذي قيد مبدأ المشاركة ببرنامج حكومي جديد، للأنه لا يعقل "أن يشتغل الحزب ببرنامج صوت ضده"، بالإضافة إلى إعادة النظر في الهندسة الحكومية، ومن ذلك إعادة هيكلة الحكومة وأن يؤخذ وزن الحزب ومستواه بعين بالاعتبار على أساس ألا يكون دور الحزب هو تعويض حزب الاستقلال المستقيل وزراء. وطالب الحزب بإعادة النظر في التوجهات الاستراتيجية الكبرى لما تبقى من ولاية أول حكومة ما بعد دستور فاتح يوليوز، وعلى رأسها البرنامج الحكومي وميثاق الاغلبية، "لأن للحزب العديد من الملاحظات التي دبرت بها مرحلة الأغلبية السابقة والتي لا بد لنا من تجاوزها في ما تبقى من هذه الولاية". ومن جملة مطالب الحزب تقوية عمل الأغلبية من خلال ميثاق يكون واضح المعالم "لأن التحالف السابق لم يصمد لأن بناءه لم يكن مبنيا على أسس وكان منطق تغليب الاستوزار طاغيا عليه"، في الوقت الذي يرى فيه مزوار "أن مشاركة الحزب لن تكون بمنطق تكميل الأغلبية لأن له مواقفه وخياراته وبرامجه التي يجب على الاغلبية أخذها بعين الاعتبار".