استنفرت جريمة قتل بشعة، وقعت فصولها الدموية، ليلة أول أمس الجمعة، على المحور الطرقي الرابط بين أزمور وعاصمة دكالة، السلطات بمختلف تلويناتها. والقتيل كان سائق حافلة للنقل الحضري، في عقده الثالث. وكان قد أقل، في حدود الساعة التاسعة والنصف مساءا، آخر رحلة للركاب على الخط رقم 4، من الجديدة إلى أزمور. وقد شوهد وهو يعود إلى عاصمة دكالة على متن الحافلة التي كان يتولى قيادتها، وكانت فارغة من الركاب. وقد عثر عليه سائق حافلة آخري كانت عائدة بدورها إلى الجديدة، مذبوحا من الوريد إلى الوريد. هذا، وهرعت السلطات من مختلف التلوينات (السلطات الدركية والمحلية والأجهزة الأمنية الموازية، والقوات المساعدة، والوقاية المدنية …)، وقد باشرت الفرقة العلمية المعاينات والتحريات داخل حافلة النقل، حيث كانت جثة سائقها ممدة عند مدخلها الأمامي، وكان مذبوحا بطريقة وحشية و"داعشية" من العنق. وعلى ما يبدو، لا يستبعد أن تكون الأداة الحادة التي استعملها الجناة عبارة عن "جنوي"، بالنظر إلى الجرح الغائر الذي أحدثته. وفي مسرح الجريمة، غير بعيد عن الحافلة التي كان الظلام يخيم عليها من الداخل، وتحديدا على بعد حوالي 200 متر، عثر رجال الدرك على صندوق "الروسيطة"، وكان فارغا، ما قد ينم ظاهريا، أو يدفع إلى الاعتقاد أن سبب ارتكاب الجريمة يكمن في السرقة. ورغم الفرضية القائمة بدافع السرقة فإن الباب يبقى مفتوحا على الاحتمالات، بالنظر إلى الطريقة البشعة و"الداعشية" التي تمت بها تصفية سائق الحافلة، وكذا، بالنظر إلى عملية الإنزال الأمني غير المعهودة، والكلاب المدربة، والتي لم تفلح في تعقب آثار الجناة الذين لاذوا بالفرار عبر غابة الحوزية، تحت جنح الظلام، والتي كان يخيم عليها، على غرار المنطقة، ضباب كثيف كان عائقا في ملاحقة الجناة، والقيام بالتحريات الميدانية. هذا، وأوقفت، اليوم السبت، دورية محمولة تابعة للفرقة الترابية للدرك الملكي، مشتبها به في محيط الجريمة، وكان يحمل خدوشا في يده. وقد تمت إحالته على المركز القضائي بالقيادة الجهوية للدرك الملكي بالجديدة، لإخضاعه للبحث.