— عائدون الى أرض الوطن قادوا نزوحا فكريا وسياسيا ضد المغرب, قيادات ساهمت بشكل كبير في وضع اللبنات الأساسية لتشكيل جبهة البوليساريو, كما شاركت في بالقسط الوفير في تقسيم الهوية الصحراوية بين انضمام وانفصال لتعود ذات يوم الى جادة الصواب بحثا عن صفح منشود تلبية لنداء الملك الراحل الحسن الثاني في خطاب 6 نونبر 1988 بإفران والمعنون بإن الوطن غفور رحيم فاتحا الباب على مصراعيه لاحتضان علية قوم البوليساريو ممهدا لكسر شوكتها. منذ سبعينيات القرن الماضي لعبت البوليساريو دورا رياديا في نشر أطروحة الإنفصال بين الصحراويين راصدة لذلك موارد بشرية وصفت انذاك بالدهاء والفطنة جارتا المغرب إلى معارك ديبلوماسية بأمريكا اللاتينية وإفريقيا تزعمها عمر الحضرمي والبشير الدخيل وابراهيم الحكيم, بل وتعدت ذلك إلى الزج به في اصطدام عسكري عمر زهاء 16 سنة بقيادة ابراهيم غالي و لحبيب أيوب و محمد لمين البوهالي, غير أنه وعلى حين غرة وبعد الخطاب الملكي المذكور سلفا تحقق مالم يكن بالحسبان بحيث عملت المخابرات المغربية على استقطاب مجموعة غير هينة من رؤوس الجبهة الكبيرة التي لبت النداء متحسرة على سنوات ضاعت بين عواصف تندوف الرملية واملاءات جزائرية بعيدة عن العقل. البشير الدخيل : أحد القيادات المؤسسة لجبهة البوليساريو, وأول سفير لها بسويسرا ليتنقل بعد ذلك إلى برشلونة, ليعود سنة 1992. ابراهيم الحكيم : تقلد مجموعة من المناصي منها وزير خارجية ثم وزير إعلام الجبهة , عاد سنة 1992. عمر الحضرمي : محمد عالي العظمي حاليا, عضو مؤسس لجبهة البوليساريو و سياسي وقطعة أساسية في تركيبة الجبهة, كان ممثلا للبوليساريو ببلاد العم سام, عاد سنة 1989. كجمولة منت ابي : شغلت منصب رئيسة اتحاد النساء الصحراويات , وعادت في 1991. لحبيب أيوب : قائد عسكري خبير, عين كقائد للناحية الرابع للجبهة ليعود سنة 2002. احمدو ولد اسويلم : كان مستشارا لمحمد عبد العزيزو أحد المؤسسين لجبهة البوليساريو وعاد في 2009.
بالنظر لما قدمه هؤلاء للبوليساريو نعلم تمام العلم أن هذه الشخصيات كانت قيادات كفأة في جبهة البوليساريو, واشتغلت كخلية نحل من أجل تسويق الفكر الجبهوي دوليا, ونعلم أن عودتهم أثرت بشكل كبير على ديبلوماسية البوليساريو و نعرف أيضا أنها لن تكون مجانية دون ريع يذكر. إذن ماذا قدم المغرب لهؤلاء لقاء العودة ؟ وهل استفاد من حنكتهم المشهودة في الدفاع عن قضية الوحدة الوطنية ؟
لا يخفى على أحد ماقدمته وزارة الداخاية باعتبارها الوصي الفعلي من امتيازات اقتصادية واجتماعية تجلت في توفير مساكن ومداخيل شهرية تقلص حجمها بمرور الزمن, وإذا استثنينا محمد عالي العظمي و كجمولة منت ابي فهlا الوحيدان اللذان استطعا الإندماج و الإنخراط في العمل السياسي بالمغرب كون الأول عين كوالي لجهة كلميم السمارةليحال بعد ذلك على الإدارة المركزية بالرباط, أما الثانية فقد تنقلت بين أحزاب سياسية كبيرة من بينها حزب الحركة الشعبية و التقدم والإشتراكية ثم ولجت البرلمان المغربي لتصبح عضوة بالكوركاس لاحقا, نجد أن جل العائدين من علية القوم أقصيت من دخول عالم السياسة بسبب غياب برامج واليات لإدماجهم كما تم تهميشهم بحيث أن لامحل لهم من الإعراب فيما يخص تدبير قضية الوحدة الوطنية فالوفود المفاوضة لازالت خالية منهم وهم العارفون بخباياها والأكثر قدرة على احتواء غطرسة وفد البوليساريو, زد على ذلك أنهم لازالوا غائبين عن المشاركة في تسيير شؤون أقاليمنا المحلية وأغلبهم كان قد ترعرع بها.