يحمل الجزء الجديد من مذكرات "شذرات من تاريخ حركة الشبيبة الإسلامية"، التي تنفرد "كود" بنشر مضامينها، القراء إلى النتائج الكارثية التي نجمت عن اختيارات زعيم الشبيبة الإسلامية عبد الكريم مطيع، الذي لا هو حافظ على طاقمه ورجاله المعتمدين في بناء التنظيم وضمان استمراريته، ولا هم تمكنوا من استساغة أوضاعهم الجديدة وتأقلموا معها. وجاء في هذا الجزء أن المجموعات التي كانت في المغرب واجهت الاعتقالات والمحاكمات، إذ أدينت مجموعة ال 71 الإسلامية بالإعدامات والمؤبد والسنوات الطويلة، في صيف 1984، قبل أن يأتي الدور على مجموعة بدر الإسلامية أو مجموعة 26، التي أدينت، في صيف 1985، بالأحكام نفسها. وتقلص دور مطيع في الإقامة بليبا، واقتصر على المحافظة على تقديم الخدمات الاستشارية للراحل معمر القذافي ومجموعة اللجان الثورية، إذ استطاع فيما بعد إعادة الروح للتنظيم وإحياء ثرات الشبيبةّ، وذلك باعتماده على بعض ممن تبقوا من الشباب حوله. وهكذا عمد إلى فدلكت مشاريع وهمية أقنع من خلالها القذافي وأعوانه بإرسال كل من حسن بكير وحكيمي محمد، كمدرسين في بعض الدول الأوروبية، وذلك من أجل ضمان الاستمراية وإعادة بناء التنظيم. هذا البناء الذي جاء مشوها، إذ أعلن حكيم محمد، وهو المقاتل سابق في البوسنة، انشقاقه عن مطيع، فيما تفرغ الاثنان الباقيين، وهما حسن بكير وودران محسن، لبعض الإصدارات والإشراف على موقع الشبيبة الإلكتروني.