شهدت مدينة فاس، بعد زوال اليوم الجمعة (9 مارس 2013) تخليد الذكرى العشرية لوفاة الطالب الجامعي محمد آيت الجيد، الملقب ب "بنعيسى"، الذي اغتالته قبل عشر سنوات من الآن فلول التطرف الجامعي المحسوبة على تيار الإسلام السياسي، والتي توبع فيها أحد اتباع العدل والإحسان المسمى عمر محب، والذي يقضي حاليا عقوبة السجن النافذ لعشر سنوات. جاء إحياء هذه الذكرى استجابة لدعوات صادرة عن فصيل الطلبة القاعديين، الذين جعلوا من مكان إزهاق روح محمد آيت الجيد مزارا للتنديد بتطرف الإسلام السياسي بالمغرب، كما جعلوا من تاريخ الوفاة مناسبة لترديد شعارات التنديد والشجب بالتطرف الجامعي الذي كان سببا في وفاة الفقيد الملقب ب "بنعيسى". وتوافد إلى شارع ابن الهيثم بفاس، الذي سجل واقعة القتل منذ عشر سنوات، أكثر من 450 شخصا، أغلبهم من طلبة التيار القاعدي، الذين كانوا مؤازرين بأعضاء في الجمعية الوطنية لحملة الشواهد المعطلين وعناصر من النهج الديمقراطي والطليعة، بالإضافة إلى حوالي 70 طالبة من التيارات اليسارية، واللاتي اخترن التوشح بالسواد في عيدهن العالمي في تضامن مع عائلة الفقيد محمد ايت الجيد. تخليد هذه الذكرى تميز بوقفة أمام المكان الذي يؤرخ للوفاة، قبل أن تنطلق المسيرة في اتجاه حي عوينة الحجاج القريب، وتنتهي بالقرب من الحي الجامعي، في حدود الساعة السابعة مساء، بسبب تساقط الأمطار بغزارة في هذه الأثناء بمدينة فاس. وحسب مصادر طلابية فمن المرتقب أن يلتقي الطلبة ليلا لتنظيم حفل تأبين المتوفي بالقرب من مقر جامعة سيدي محمد بن عبد الله. الملفت للانتباه أن المسيرة مرت في أجواء عادية، إذ لوحظ غياب أي تواجد أمني، باستثناء بعض عناصر الشرطة بزي مدني الذين تابعوا الأحداث من بعيد، وكان من المنتظر أن تستمر المسيرة لساعات طويلة لولا تهاطل الأمطار بغزارة، ما عجل بتفرق المتظاهرين. وقد تميزت هذه المسيرة، كما عاينتها العديد من المنابر الوطنية، برفع شعارات تأبينية وأخرى تندد بالقتلة وتطالب بالاقتصاد منهم قانونا حتى يتم جبر الضرر في وفاة محمد ايت الجيد.