في الوقت الذي قاطع فيه مصطفى الخلفي، وزير الاتصال، عن المهرجان الوطني للفيلم، الذي تنظمه مؤسسة تابعة لقطاعه الوزاري، بسبب ما أسماه “التزامات طارئة وأساسية"، فإن مهرجانا فنيا للسماع والمديح، نظمه الذراع الدعوي للحزب الإسلامي، حركة التوحيد والإصلاح، أمس الأحد، عرف إنزالا حكوميا إسلاميا وازنا، من خلال عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، وعلبته السوداء، عبد الله بها، وزير الدولة، ومصطفى الخلفي، وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، والأزمي، الوزير المنتدب المكلف بالميزانية الوزراء الإسلاميون، لم يكتفوا فقط بحضور مهرجان جماعتهم الإسلامية، بالمسرح الوطني محمد الخامس بالرباط، الذي كرم فيه الممثل المحافظ، و"عميد المسرح الإذاعي" محمد حسن الجندي، ولم يكتفوا أيضا بحضور رئيس الحكومة، في كامل أناقته التقليدية كأنه يحضر عرسا عائليا (جلباب وطربوش أحمر)، إنما تميز هذا “المهرجان" بإشارات يهاجم فيها الاسلاميون الفن والفنانين، والذوق المغربي في الفن، والإشارات السلبية حول المستقبل الذي تواجهه حرية الفن والابداع، في المغرب، لما لم يترك عبد الإله بنكيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة، حسب موقع هسبريس، فرصة مشاركته في حفل "مغرب المديح" الذي كرمت خلاله حركة التوحيد والإصلاح محمد حسن الجندي، تمر دون أن يصوّب سهام النقد لما اعتبره الزّيف الذي يعرفه المغرب في عدد من المجالات، مشددا على أنه "مهما كان فإن المغرب سيبقى فيه رجال يدلون على الأصالة المغربية".
اكثر من ذلك، وزعت الحركة الأم لإسلاميي الحكومة، نسخا مما اعتبرته رؤيتها الفنية، حيث أن هدفها هو الإسهام من خلال الأعمال الفنية في “الرقي بالذوق الفني للمجتمع وفي تعميق الإيمان من زاوية المدخل الجمالي والوجداني، سيرا على نهج القرآن في لفت الأنظار إلى آيات الجمال في الكون، مضيفة أن هَدفها هو تحرير الفن من الابتذال وتصحيح صورته وتخليصه من الصور السلبية التي لحِقَت به في التاريخ الإسلامي، وربطه بوظيفته الرسالية، وجعل الفن إحدى إحدى وسائل التخاطب وغرس القيم والأخلاق الحسنة « .