رضى زروق بعد مرور ما يقارب السنتين على اعتزاله إحياء الحفلات الغنائية، عاد المطرب المغربي عبد الهادي بلخياط إلى الواجهة، من خلال التكريم الذي خصته به حركة التوحيد والإصلاح، مساء أول أمس الأحد، بالمسرح الوطني محمد الخامس بالعاصمة الرباط. وتميز حفل التكريم بحضور جماهيري كبير، إلى جانب حضور عدد من السياسيين البارزين، على رأسهم وزير الدولة في حكومة عبد الإله بنكيران، عبد الله باها، ورئيس حركة التوحيد والإصلاح، محمد الحمداوي، الذي أهدى مصحفا لعبد الهادي بلخياط. وحضرت زوجة رئيس الحكومة، نبيلة بنكيران، إلى مراسيم التكريم، زيادة على عدد من الفنانين، أبرزهم المختار جدوان، الذي احترف في السابق غناء «الشعبي»، تحت اسم «أوركسترا جدوان»، قبل أن يدخل في عزلة أعقبها قرار اعتزاله الغناء نهائيا، ليتفرغ لتجويد وتلاوة القرآن والإنشاد الديني. وشارك في المهرجان الفني الثاني للتوحيد والإصلاح فرقة «الهدي للمديح»، وفرقة «إنشادن» الأمازيغية و»الفرقة الحسانية للمديح» و»مجموعة السفياني للسماع والمديح» والمنشد يوسف لبيب، فيما امتلأت القاعة عن آخرها لحضور الحفل الذي اختير له شعار «مغرب المديح». وألهب بلخياط الجمهور بأدائه المتميز لمجموعة من أغانيه الدينية ك «لك الحمد» و»سيد الناس» و»صلى الله على محمد» و»المنفرجة»، وبدا تجاوب الوزير باها كبيرا مع بعض من أغاني بلخياط، إذ ظل يصفق للمطرب المغربي ويردد بصوت خافت كلمات أغانيه الدينية. وبدا التأثر واضحا على بلخياط، الذي خاطب الحضور قائلا: «أشكركم جميعا على حضوركم وعلى اقتسامكم معنا هذه اللحظات الجميلة، وأشكر الكل على حفاوة الاستقبال وعلى العبارات الطيبة والمؤثرة التي قيلت في حقي». وتسلم بلخياط مجموعة من الهدايا التذكارية الرمزية من قبل منظمي الحفل، فيما قال رئيس حركة التوحيد والإصلاح، محمد الحمداوي، إن بلخياط فنان قدير ومحترم بالنظر إلى مساهماته في إغناء الفن الملتزم والأغنية المغربية النظيفة. ويذكر أن آخر حفل أحياه عبد الهادي بلخياط كان في الدورة التاسعة لمهرجان «موازين» بالعاصمة الرباط، في أواخر شهر ماي من سنة 2010، ليختفي بعدها عن الساحة الفنية المغربية، وظل ظهوره مقتصرا على الحفلات ذات الطابع الديني، كما أن تردده على القنوات الوطنية قل في السنوات الأخيرة، إذ كان آخر ظهور له على القناة الثانية، عندما كان عضوا في لجنة تحكيم برنامج «ستوديو دوزيم». ويذكر أن بلخياط غنى في الرابع عشر من فبراير الجاري، في حفل ديني ترأسه وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق، وأقيم بمناسبة الاحتفال ب»يوم المساجد» بالعاصمة الرباط. وأدى بلخياط في الحفل المذكور حصة من الأمداح النبوية والموسيقى الروحية إلى جانب محمد التهامي الحراق، كما افتتح شهر نونبر الماضي الدورة الثانية لمهرجان «مولديات طنجة»، حيث قدم مجموعة من أغانيه الملتزمة.