سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
شاكر المودني (مسؤول الإنتاج الفني بحركة التوحيد والإصلاح) ل«التجديد»: المسألة الفنية من أولويات الحركة من حيث الاهتمام والتتبع والحرص على الانتقاء الهادف
نعتبر أن في إنتاجاتنا الوطنية الكثير من الأعمال الفنية الجادة، وهناك الكثير من الفنانين الملتزمين نحتاج إلى دعمهم غنت فرقة»إنشادن» بالأمازيغية على طريقتها وتفاعل الجمهور مع لوحات فن الملحون لمدح الرسول صلى الله عليه وسلم وبطريقة أصيلة عهدها المغاربة، فكل الفقرات بهذا التنوع كانت تعكس رسائل واضحة ● ما تقييمكم للمهرجان الفني الوطني الأول لحركة التوحيد والإصلاح؟ ●● يعتبر هذا المهرجان هو المبادرة الأولى من نوعها للجنة الفنية لحركة التوحيد والإصلاح، وبتنسيق مع فرع مكناس للحركة، ويأتي في سياق الاهتمام المتزايد للحركة بالمجال الفني عموما، ويعتبر أول خطوة كانت تحفها الكثير من الارتباكات والتوجسات والتخوفات، لكن بفضل الله عز وجل، تحطمت كل تلك التخوفات على حجر الواقع، وبتوفيق من الله عز وجل كان المهرجان ناجحا، وذلك بشهادة جل من حضر، وبشهادة كل الفاعلين والفنانين الذين حضروا للمهرجان، مثل الدكتور برشيد والأستاذة سعاد صابر، بالرغم من أن توقيت المهرجان كانت فيه عدة إكراهات، لتزامنه مع عيد الفطر وحاجة الناس للسفر والتزاور، رغم كل هذا، كان الحضور متميزا، والأنشطة الجادة استقطبت إعجاب الجميع، منذ أول فقرة وإلى الحفل الختامي، وبالنسبة إلينا المهرجان كان ناجحا وحققنا الأهداف المتوخاة بدون استثناء، ولم تنجح فقرة على حساب أخرى، فكان التفاعل والحضور المتميزين في جل الفقرات، ليس هناك انسحاب ولا تذمر ولا استياء، هناك التفاعل والتصفيق بحرارة. ● ما هي رسالة الحركة من خلال تنظيم هذا المهرجان بتنوع فقراته من مسرح إلى سينما ثم إنشاد وخط عربي وفن تشكيلي؟ ●● هذا المهرجان شهد اليوم الأول من عرض مسرحية استقطبت جمهورا عريضا، بينما خصص اليوم الثاني للسينما، والثالث للإنشاد والمديح، حيث كان يوما غنائيا. وهكذا، تميزت فقراته بمدح الرسول صلى الله عليه وسلم بألوان مختلفة، فتغنت «إنشادن» بالأمازيغية على طريقتهم، وتفاعل الجمهور مع لوحات فن الملحون لمدح الرسول صلى وبطريقة أصيلة عهدها المغاربة، فكل الفقرات بهذا التنوع كانت تعكس رسائل واضحة، أرادت الحركة أن ترسلها إلى المتتبعين وإلى المهتمين والأحبة والخصوم، أردنا أن نقول أن هناك اهتماما حقيقيا بالعمل الفني وليس ادعاءا، ولن نقول أنها البداية فبدايات الحركة الإسلامية لا تعود إلى اليوم أو إلى عقد من الزمن، بل هي ضاربة في التاريخ، لأن حركتنا المباركة امتداد للحركات الإصلاحية السابقة، حيث اهتمت بالفن وعملت على تشجيعه وتوجيهه والاهتمام به كآلية من آليات التدافع وترشيد التدين في المجتمع، ويشهد على هذا الحركات الإصلاحية التي كانت في القرن السابق، وكيف قاوم العلماء ورجال الحركات الوطنية المستعمر في مختلف الأقطار العربية، وكان الفن حاضرا بكل ألوانه وبكل تشكيلاته، وبأعمال جادة قاومت المستعمر، من شعر وسينما وغناء وغيرها من الألوان الفنية. إذا المسألة الفنية تعد من أولويات الحركة من حيث الاهتمام والتتبع والحرص على الانتقاء الهادف، تجسد توجهها وتترجم انفتاحها على مختلف الألوان والأذواق الوطنية الجادة واستيعابها لمجموعة من الإنتاجات الوطنية يترجم ذلك مخططها الاستراتيجي وبرنامجها المرحلي وكل أوراقها التصورية، وعمليا ترجمتها تأسيس لجنة مستقلة قائمة بذاتها اسمها لجنة الإنتاج الفني، ويرتجمها عمليا اليوم هذا المهرجان ومهرجانات سابقة كمهرجان أبو راتب في عدد من المدن المغرب. الرسالة الثانية كانت واضحة وهي عبارة عن نقض لمقولة عداء الدين للفن، وذلك التناقض الموهوم بين الدين والفن باعتبار أن الدين في المساجد وفي مختلف العبادات والفن للفنانين، والدين من كل هاته المقولات براء، ونحن نعلم أن الدين جميل، وأن القرآن الكريم جميل، بل إن الله جميل كما في الحديث الصحيح، والقرآن كله دعوة إلى الجمال، ولو تتبعنا لفظ الجمال والزينة دعوة وترشيدا، أو حتى في جمال الكلمة، حيث في القرآن الكريم يوصينا الله عز وجل بالهجر الجميل وبالصبر الجميل، وهذا كله دعوة صريحة إلى الجمال والتجمل، ونجد أيضا لفظ الإحسان، باعتباره أعلى مراتب الدين، هو نفسه يعكس البعد الجمالي في أداء العبادات، إذ لا ينبغي أن نؤدي العبادة وفقط، بل علينا أن نؤديها في أحسن وجه، وأجمل صورة وأحلى حلة. ثم هناك قضية أثارها بعض المثقفين في بحث علمي رصين، يقول أن أصل كثير من الأنغام والألحان كانت أهازيج وترانيم دينية ثم وقع الانحراف، فالأغنية وما وقع فيها من انحراف فهو طارئ، أما الأصل هو الصلاح وليس الابتذال، ونحن من خلال هذا المهرجان نريد أن نعيد الأمور إلى نصابها من الصلاح، نريد أن نعيد الفن إلى سكته من الاستقامة، نريد أن نعيد الفن إلى وظيفته ورسالته، ولهذا رفعنا في شعار المهرجان، «الفن إبداع ورسالة»، ليس إبداع فحسب، فهاته المقولة لا تنتمي إلى ديننا ومقولتنا ورسالتنا، ولا نقول بالفن من أجل الفن، ولكن الفن من أجل رسائل واضحة وأهداف سامية، الفن الذي يخدم الذوق ويرتقي بالإنسان ويلبي حاجاته الفطرية والذوقية والواقعية، فالفن هو أحد المداخل الأساسية في تكوين شخصية الإنسان، والذي سيسهم بشكل واضح وبطريقة أو بأخرى في العملية التنموية، وفي خدمة المجتمع والارتقاء به والنهوض به. رسالة أخرى نريدها من هذا المهرجان، مفادها أن ليس هناك فن دون فن، ليس هناك فن تنتجه الحركة الإسلامية، فن محتكر هو الفن الملتزم، وما سواه هو فن غير ملتزم، بل نحن نعتبر أن في إنتاجاتنا الوطنية الكثير من الأعمال الفنية الجادة، وهناك الكثير من الفنانين الملتزمين نحتاج إلى دعمهم، ونريد التعاون معهم ونريد أن نضع أيدينا في أيديهم من أجل تسليط الضوء على أعمالهم، ومن أجل خدمة الوطن، وينبغي أن يظل الفن دائما جادا ملتزما هادفا رساليا، وفي ارتقائه ارتقاء بالوطن والمجتمع. ● ما هي آفاق العمل الفني للحركة بعد تنظيم المهرجان الفني الوطني الأول نهاية الأسبوع الماضي بمكناس؟ ●● هذه البداية ولازالت هناك أعمال وأنشطة طموحة وكثيرة، نحن سنوجه الآن جهودنا إلى التكوين من أجل ترشيد المسار الفني لأعضاء الحركة والمتعاطفين معها، ومن يريد الانفتاح عليها والتعاون معها، هناك مهرجانات وأعمال ثقافية كثيرة، وانفتاح بشكل أو بآخر على عدد مهم من الفعاليات الفنية والثقافية الوطنية، من أجل التعاون معهم والتواصل معهم، بالمقابل هناك إكراهات حقيقية ولوبيات ضاغطة، وربما بعضها لا يريد لهذا الفن أن يتطور، ولا يخدم مصالحه السياسية والإديولوجية، لكن هناك وطنيين صادقين وغيورين سنتعاون معهم وسنمد أيدينا إليهم، وهم على استعداد لذلك، وذلك من أجل خدمة الوطن في إطار ثوابتنا وخصوصياتنا وهويتنا، وفي السنة المقبلة سنعمل إن شاء الله، على أن تنظيم هذا المهرجان في نسخته الثانية، وسنحرص على تنظيم بعض الأعمال ذات الخصوصية كمهرجانات في الفيلم التربوي الرسالي الهادف، وأخرى متخصصة في الرسم والخط، وهناك تفكير جدي في تنظيم مهرجان دولي في الإنشاد والمديح.