انتشرت، خلال الأشهر الأخيرة، آلات القمار بمدينة فاس المعروفة لدى الرأي العام ب"الرياشة"، إذ تجني أرباحا خيالية نتيجة الإقبال الكبير من قبل أولئك الذين يبحثون عن الربح السريع، لكن الحلم يتحول في الغالب إلى كابوس محقق. هذه الآلات، كما عاينتها كاميرا "كود.تيفي"، تستقطب القاصرين والشباب بفاس، وتستغفلهم هذه "الرياشات" لسلب نقودهم، وحتى الراشدين لم يسلموا من الآفة، ويقامر اللاعب بمبلغ يتراوح بين خمسة وعشر دراهم من أجل ربح 100 إلى 1000 درهم.
وحمل مصدر أمني بولاية أمن فاس، ل"كود"، إدارة الجمارك مسؤولية تعشير هذه الآلات، حيث يجري إدخال هياكلها فارغة من محرك موزع النقود الذي يدخلُ بشكل غير قانوني عن طريق شركات دولية لنقل البضائع.
وسبق للمديرية العامة للأمن الوطني أن أرسلت حوالي 60 عنصرا أمنيا تابعين للفرقة الوطنية للشرطة القضائية قصد القيام بحملات "تطهيرية" ضد مقاهي وحانات القمار، لكن سرعان ما عادت الآفة بشكل هائل، ما يطرح العديد من التساؤلات من الذي يقف وراء ذالك.
وتوزع أسماء المقاهي، التي اقتحمتها الفرقة الوطنية بالعاصمة العلمية، بعد أن فطن المسؤولون الأمنيون إلى العلاقات، التي نسجها بعض رجال الأمن مع أصحاب هذه المقاهي، التي لا تشملها المداهمات الأمنية، وتوبع أربابها بتهمة إعداد أماكن للقمار دون ترخيص.
يذكر أن ساكنة منطقة منفلوري قامت، مؤخرا، بوقفة احتجاجية ضد بعض المقاهي المتواجدة قربها، مطالبة السلطات المحلية والأمنية بالقيام بمحلات "مكثفة" وإغلاقها بشكل نهائي لأنها دمرت أبنائها.