كانت بداياته منذ سنين خلت الاتجار في أجهزة الألعاب الإلكترونية. فبعد أن أصبح متخصصا في جلب بعض الآلات من قبيل «الغولفازير والفليبير»، التي يقبل عليها الشباب داخل المقاهي وقاعات الألعاب، تحول بفضل طول تجربته إلى خبير في إصلاحها أو إدخال تعديلات عليها حسب متطلبات الزبناء. لم يكتف المعروف بلقب «الحاج» بريع هذه الألعاب التقليدية، التي لا تدر على صاحبها إلا حفنة من الدراهم، حيث انتقل من مصاف مالك لنوعية سائدة من الأجهزة الترفيهية إلى تاجر محترف في آلات ألعاب القمار والرهان مما يصطلح ب«الرياشة»، التي يحتسب مدخولها اليومي بملايين السنتيمات. غير أن مصير «مول الرياشات» كان أشبه بالمثل القائل «ما طار طائر وارتفع إلا كما طار وقع». ففي مساء أمس الإثنين داهمت عناصر الدرك الملكي لعين السبع بالدار البيضاء مستودعا للمعني بالأمر بحي السالمية، الذي حجزت بداخله عشرة آلات للقمار من نوع «الرياشة» في طور تجهيزها بطاولات وإطارات خشبية. المعطيات الأولية بعد معاينة الدرك لمجموعة من الأجهزة وقطع الغيار داخل هذا المصنع السري، كشفت أن المتهم الذي مازال في حالة فرار، كان يستورد عبر التهريب آلات قمار مستعملة، ثم يعيد إصلاحها وإدخال تعديلات عليها لتناسب السوق المحلية. الوصول إلى وكر «مول الرياشات»، كان بفضل تحريات لدرك عين السبع، الذي توصل إلى معلومات حول هوية ونشاط المتهم بعد مداهمات سابقة لمجموعة من مقاهي القمار بالمنطقة، حيث دل عدد من الموقوفين والمتورطين في هذه القضايا على «الحاج»، الذي يزودهم بهذه الأجهزة المحظورة، التي كانت تدر كل «رياشة» منها عليه وعلى شركائه في استغلالها مليون سنتيم يوميا. وللإرشارة «الرياشة» كناية عما تسببه هذه الآلة للمقامر من إفلاس. فهذه النوعية من آلات الرهان المهربة من سبتة، تكون في الغالب سوداء اللون، وتعلوها شاشة صغيرة، تتضمن صفوفا عدة لمجموعة من الأرقام والرموز، حيث اجتاحت في السنوات الأخيرة العديد من الفضاءات الترفيهية والمقاهي غير المرخص لها بالمغرب. وهي آلات تشبه أجهزة الألعاب الالكترونية إلا أنها مخصصة للقمار، إذ يقامر اللاعب بمبلغ يترواح بين 10 و 30 درهم، من أجل ربح 300 و 500 درهم. وقد أسفرت الحملات الأمنية في العديد من المدن عن توقيف بعض الأشخاص اللذين جرى متابعتهم من أجل إعداد أماكن للقمار بدون ترخيص. كما تم حجز العشرات من هذه الألعاب الأجنبية.