مراكش 14 دجنبر 2014/ومع/ يسلط فيلم "وردة حمراء" للمخرجة سبيدة فارسي، وهو إنتاج مشترك بين فرنسا واليونان وإيران، الضوء على الأحداث السياسية في إيران في أعقاب الانتخابات الرئاسية لشهر يونيو 2009. وينقل هذا الفيلم المشاهد منذ البداية إلى طهران ، مصورا صخب مدينة تعيش تحت وطأة احتجاجات "الموجة الخضراء" التي رفضت نتائج الانتخابات في تلك الفترة. تشهد المظاهرات تصعيدا خطيرا فتتحول إلى أعمال عنف، الشيء الذي سيدفع مجموعة من الشباب المشاركين في الاحتجاجات إلى اللجوء لأحد البنايات هربا من تدخل الشرطة. بطلة الفيلم "سارة" شابة تمثل جيل النساء الناشطات بإيران، ستكون ضمن هؤلاء الشباب الذين سيستقبلهم "علي" في شقته المتواجدة بتلك البناية. بعد مغادرتهم ، ستعود "سارة" التي انجذبت لشخصية "علي" لزيارته مجددا، فيتحول هذا المكان إلى ملجأ لرجل وامرأة من جيلين مختلفين، يتابعان أخبار الاحتجاجات عبر هاتف محمول وجهاز كمبيوتر، لتنشأ بينهما بعد ذلك قصة حب ستغير مجرى حياتهما. وكعادة السينما الإيرانية المتميزة، فالعدسة الذكية لكاميرا المخرجة سبيدة فارسي، تجذب المشاهد منذ المشاهد الأولى بهدوء لتدخله في أجواء هذا الفيلم الذي امتزجت فيه الرومانسية بالسياسة في قالب فني متميز. وقد تم في هذا الفيلم الاعتماد على أسلوب سينمائي بسيط، مباشر ومعبر، بتسليط الضوء على الأحداث السياسية في إيران سنة 2009. وقد دمجت المخرجة سبيدة فارسي في هذا العمل الفني بسلاسة مشاهد حقيقية ل"الموجة الخضراء" بباقي مشاهد الفيلم، لذلك يجد المشاهد أن الشريط تضمن الكثير من الصور التوثيقية المكونة من مقاطع التقطت في إيران في تلك الفترة على أيدي هواة بواسطة آلات تصوير بسيطة أو كاميرات هواتف محمولة. كما خلقت المخرجة فارسي توازنا مثاليا بين القصة العاطفية ل"سارة" و"علي" وبين الفوضى العارمة التي يعرفها العالم خارج الشقة التي جمعت بينهما، لذلك فرغم قتامة الأوضاع السياسية إلا أن الفيلم يعطي مساحة للأمل، مؤكدا على أن حب الحياة والرغبة بها، هو جزء من الاستمرار وتغيير الواقع. وقد أبرزت المخرجة فارسي قدرتها على تجنب أسلوب الواقعية المباشرة التسجيلية? والبحث عن أسلوب جريء في الصورة من خلال توظيف المونتاج والتعامل بمهارة مع مسار السرد وذلك بما يتسق مع موضوع وقصة الفيلم. يشار إلى أن سبيدة فارسي ، المزدادة في طهران عام 1965، هي مصورة ومخرجة سينمائية حازت على عدة جوائز. وقد فاز فيلمها الطويل الأول "هومي دي. سيثنا" (2000) بجائزة الاتحاد الدولي لنقاد السينما، وبجائزة سينما دو ريل وتريسز دي فيي.