يبدو أن المتاعب لا تنفك تطارد العميد عبد الإله الصوتي، أشهر كومسير في مدينة الدارالبيضاء الذي يحاول رؤساءه كبح جماح طموحه في تجفيف منابع الجريمة والحد من وقوعها واقتناص اللصوص وتجار المخدرات، فبعد أن تم تنقيله من على رأس مصلحة الشرطة القضائية لأمن الفداء مرس السلطان وإلحاقه بالفرقة الولائية الجنائية بولاية الأمن كرئيس لفرقة عادية، عاد الصوتي ليجر عليه غضب رؤسائه بعد ظهوره في الصحف وهو يلقي القبض على"مشرملين" ظلوا يروعون سكان منطقة الحي الحسني قبل أن توقفهم فرقة خاصة قادها الصوتي بشكل شخصي في تدخل لقي استحسان قاطني حي سيدي الخدير ومنطقة الحي الحسني. وعلمت "كود"،من مصادر موثوقة، أن الكومسير الصوتي ،ألحق بمصلحة الشرطة القضائية لأمن مديونة بدون مهمة،وتم تجريده من سيارة المصلحة ومن جهاز"التولكي وولكي" في إطار مخطط يحاول من خلاله رؤساءه ترويضه أو دفعه لتقديم استقالته من سلك الأمن بعد أن اصبح اسمه معروفا لدى البيضاويين والمغاربة أكثر من عبد اللطيف مؤدب،والي أمن البيضاء الملقب ب"سين واحد"،بل إن الرجل أصبح مشهورا عند المجرمين وتجار الممنوعات ممن ترتعد فرائصهم بمجرد ذكره أكثر من معرفتهم ببوشعيب أرميل،المدير العام للأمن الوطني نفسه. وحسب مصادرن، فإن الصوتي ألحق الأسبوع الماضي بمفوضية أمن مديونة التي حولتها ولاية أمن البيضاء إلى مقبرة للأطر الأمنية الكفأة، مثلما هو الأمر مع ضابط سابق في الفرقة الوطنية للشرطة القضائية ساهم في حل قضايا شائكة لها علاقة بالإرهاب واستفاد من دورات تدريبة عالمية مع"الأنتربول" قبل أن يتم حشره في مقبرة الامنيين بمفوضية مديونة. وظل الكومسير الصوتي مثار جدل في البيضاء، وسبق له أن شن حربا ضروسا على المجرمين عندما كان يرأس دائرة السور الجديد بعمالة آنفا،وحتى عندما تم تنقيله لمصلحة الشرطة القضائية لأمن الفداء فقد اصبح اسمه يخيف عتاة المجرمين واللصوص. والصوتي الذي لا ينفك يثير حوله حديث الناس يؤكد معارفه أن شخص "مرضي الوالدين"،دأب على مداهمة أوكار الجريمة والفساد في درب السلطان، وليلة تنقيله من مصلحة الشرطة القضائية بدرب السلطان إلى مقر ولاية الأمن ،أقام تجار الممنوعات والمخدرات احتفالات ليلة باذخة ووزعوا فيها الخمور وقطع الشيرا بالمجان على المستهلكين في حي درب الكبير وبزقاق متفرع عن زنقة بني مكيلد فرحا بإدخال الصوتي إلى"الكاراج"،وحتى عندما حوصر الرجل في مقر الولاية ومنع من التواصل مع رجال الإعلام ظل يثير غيره رؤسائه قبل أن يتقرر إلحاقه بمقبرة رجال الأمن بدائرة مديونة أملا في تحطيم معنويات الرجل أو دفعه لتقديم استقالته من البوليس.