خطاب الملك محمد السادس على الصحرا يوم امس الخميس بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء استمرار لخطابات الملك الاخيرة. تغيير في اللهجة وحدة في تمرير الرسائل وصرامة في اتخاذ المواقف. لكن مادام الامر يتعلق بالصحراء، دعونا نعود بقراء "كود" الى خطاب سادس نونبر 2009، حينها نتذكر تلك الجملة الشهيرة "اما ان يكون الشخص وطنيا او خائنا" اذ قال الملك "وبروح المسؤولية، نؤكد أنه لم يعد هناك مجال للغموض أو الخداع; فإما أن يكون المواطن مغربيا أو غير مغربي، وقد انتهى وقت ازدواجية المواقف والتملص من الواجب، ودقت ساعة الوضوح وتحمل الأمانة، فإما أن يكون الشخص وطنيا أو خائنا، إذ لا توجد منزلة وسطى بين الوطنية والخيانة، ولا مجال للتمتع بحقوق المواطنة والتنكر لها، بالتآمر مع أعداء الوطن". حينها تحدث الملك عن إطلاق مخطط مندمج من أجل إضفاء روح متجددة على المسيرة الخضراء ورفع التحديات الآنية والمستقبلية للقضية الوطنية. وأوضح محمد السادس، أن هذا المخطط يقوم على خمس توجهات أولها الحرص على أن تكون الأقاليم الصحراوية في صدارة الجهوية المتقدمة المنشودة بما يعزز تدبيرها الذاتي لشؤونها المحلية. كما كشف عن جعل الأقاليم نموذجا لعدم التمركز وللحكامة الجيدة المحلية عبر تزويدها بأجود الأطر وتخويلها صلاحيات واسعة تحت الإشراف القانوني الحازم للولاة والعمال، وتطرق الى إعادة هيكلة المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية في أفق انتهاء ولايته، بالاضافة الى مراجعة مجال عمل وكالة تنمية الأقاليم الجنوبية ونفوذها الترابي; وذلك بتركيز جهودها على الأقاليم الصحراوية وغيرها من المشاريع. ماذا تحقق من كل هذا؟ الانفصاليون استمروا في نشاطهم بل وكثفوه بشكل غير مسبوق ونقلوا الصراع الى مدن كانت في منأى عنه كما هو الحال بالنسبة للداخلة، والمجلس الاستشاري الملكي للشؤون الصحراوية ورغم انتهاء ولايته لم يتزحزح ولم يتغير ولم يمسسه ولو تغيير طفيف، وازدادت قوة خليهن ولد الرشيد رئيس المجلس ولم يستطع احد ان يزيحه من منصبه، كما ان مجال عمل وكالة تنمية الاقاليم الجنوبية ونفوذها الترابي ظل على حاله التغيير الوحيد هو مرسوم رئيس الحكومة بنقله الى الصحراء وهذه النقطة شهدت احتجاجات موظفين لانهم لا يريدون مغادرة الرباط فمصالحهم اهم من مصالح الوطن الان وبعد خمس سنوات جاء خطاب جديد للملك وذكر بخطاب 2009 لكن التذكير اقتصر على "اما ان تكون وطنيا او خائنا" ولم يثر النقط الاخرى اعلاه، واختار الملك في خطاب عيد المسيرة ان يبعث رسائل اقل حدة الى "من يريد وضع الوطن في خدمة مصالحه" وقال ان "هؤلاء الذين جعلوا من الابتزاز مذهبا راسخا، ومن الريع والامتيازات حقا ثابتا، ومن المتاجرة بالقضية الوطنية، مطية لتحقيق مصالح ذاتية. كما نعرف أن هناك من يضعون رجلا في الوطن، إذا استفادوا من خيراته، ورجلا مع أعدائه إذا لم يستفيدوا. وهنا أقول : كفى من سياسة الريع والامتيازات. وكفى من الاسترزاق بالوطن"، لكن هذه النقطة هي من يغضب الصحراويين اذ ان سكان العيون مثلا يعرفون من اغتنى باسم الدفاع عن مغربية الصحراء ومن راكم الثروات رغم انه ولد بمدن طانطان وكليميم…. فقبل ايام قال نائب برلماني عن حزب العدالة والتنمية وهو صحراوي من العيون ان ما قد يضيع الصحراء ليس الانفصال بل الفساد الفساد المستشري الذي عجزت الدولة لحد الان عن مواجهته مواجهة صارمة