مرت أشهر قليلة على الجدل الذي اثير بالمغرب بسبب قيام مجموعات إسلامية منظمة ببلدة عين اللوح بالأطلس المتوسط، بحملة ل"تنظيف المدينة" من ممتهنات الجنس، وخلق مجموعات لشرطة الأخلاق استهدفت السلامة الجسدية لبعض النساء المتهمات بممارسة الدعارة وأحرقت منازل البعض، ومنعوا بعض المغاربة من مدن أخرى من دخول البلدة، فيما بقيت السلطة تتفرج على الوضع الذي تزامن حينها مع فورة انتشاء الاسلاميين بفوزهم في الانتخابات التشريعية، لكن جريدة “نيويورك التايمز" الأمريكية، عادت الى المدينة بعد هدوء الاوضاع فيها ونقلت في ربورتاج نشر قبل يومين مشاهد بالكلمة والصورة من واقع عين اللوح بعد سيطرة المليشيات عليها الربورتاج، كما اطلعت عليه “كود" يشير أنه في الوقت الذي نجح فيه المغرب، في تفادي الجزء الأكبر من العنف الذي غرقت فيه بعض بلدان جنوب المتوسط بسبب “الربيع الديمقراطي"، وصعدت حكومة يقودها حزب إسلامي، فإن وتيرة اشتغال هذه الأخيرة على تنزيل الإصلاحات بطيء جدا، وهو الأمر الذي شجع بعض المحافظين نحو السعي إلى جني ثمار “الربيع الإسلامي" وتنفيذاتهم للقيم والمجتمع بأيديهم وخارج القانون والمؤسسات المختصة، وهذا ما حدث ببلدة عين اللوح.
الجديد في ربورتاج الجريدة الأمريكية، أنها استطاعت الوصول الى “المليشيات" التي ينتمي بعض افرادها للحزب الحاكم، وتحدثوا بأسمائهم المكشوفة عن حملتهم، حيث يقول واحد منهم ويدعى أبرداش إن : »ما قمنا به له ارتباط بالربيع العربي، لأن الوضع الجديد سهل علينا التعبير عن آرائنا"، ومن جهة ثانية تضمن الربورتاج ذاته شهادات ممتهنات الجنس سابقا، اللواتي تحولن الى مهن غير مهيكلة مثل بيع السجائر والحلويات، ومع ذلك فهن غارقات في فقر مذقع ومنهن من لا تستطيع حتى كسب عشر سنتيمات في اليوم
.الربورتاج عكس بالكلمة والصورة الركود الذي أصبحت تعرفه البلدة، والتي “لا أحد يحكم فيها، وتتصرف فيها المليشيات كما تريد"، في حين أنها فشلت في تقديم بديل اقتصادي للأسر التي تعيش من امتهان الجنس حسب الجريدة الامريكية