سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
حرب اصحاب الحل والعقد في التلفزيون وبنكيران مستمرة. الأولى ودوزيم تكتفيان منذ انتهاء رمضان بإعادة بث برامج قديمة كخيار تكتيكي للإيهام بقتل حكومة بنكيران للتلفزيون
لأول مرة في تاريخهما منذ جمعهما في قطب عمومي موحد، تكتفي القناتان الأولى ودوزيم فقط بإعادة بث البرامج القديمة لمدة تقارب ثلاثة أسابيع، آي منذ انتهاء شهر رمضان، متعمدتين عدم برمجة أي برامج جديدة في استخفاف تام بالمشاهد المغربي الذي صار يحفظ عن ظهر قلب أحداث بعض المسلسلات أو الأفلام أو البرامج الترفيهية لكثرة إعادة بثها. أسلوب تدبيري هدفه إلصاق تهمة تراجع نسب مشاهدة الأولى مثلا إلى مستوى قياسي بلغ 5 بالمائة لأول مرة في تاريخها، بالتصور العام الذي تريده حكومة بنكيران للتلفزيون حتى يتسنى لمسؤولي التلفزيون إقناع الفاعلين السياسيين والمهنيين بأن التلفزيون يقتل على عهد بنكيران. أسلوب لتقطار الشمع جرى العمل به لأكثر من مرة منذ صعود هذه الحكومة في يناير الماضي. حيث سبق لمسؤولي التلفزيون أن أخذوا هذا الجهاز كرهينة لتصفية حسابات سياسية ضيقة خلال الشهور الستة الماضية، وهي اللعبة التي أصبحت أكثر إمتاعا لأصحابها بعد أزمة دفاتر التحملات. البداية كانت بالتنزيل المشوه للنشرة الجهوية في فاتح ماي الماضي على القناة الثانية بعد اعتمادها في دفاتر التحملات قبل أن يجري توقيفها مع تجميد هذه الدفاتر. ثم تلتها بعد ذلك التغطيات الإعلامية لأنشطة الحكومة بشكل أثار استفزاز بنكيران واشتكى من الموضوع للعرايشي، ومن آخر مشاهد هذه التغطيات عندما استقبل بنكيران قبل يومين مهدي قطبي مدير مؤسسة متاحف المغرب فظهر رئيس الحكومة في نشرتي القناتين خلال هذا الاستقبال واضعا رجلا فوق أخرى وبقهقهات أثارت ضحك ضيوفه. ثم إعادة بث مهرجان الضحك بمراكش للمرة الثانية رغم أن أحد مشاهده أثارت اصطداما بين الحكومة والتلفزيون خلال المرة الاولى لبثه في مارس الماضي. وأخيرا إعادة بث يوم امس للفيلم التلفزيوني "قسم 8" تزامنا مع ليلة الدخول المدرسي والذي يقدم صورة سيئة عن المدرسة العمومية في الوقت الذي اتخذ وزير التربية الوطنية محمد الوفا لقراره المثير للجدل والذي يهدف إلى إعادة الاعتبار لهذه المدرسة. اليوم يستمر المسلسل بسياسة إعادة بث الإنتاجات القديمة رغم أن الدخول التلفزي تم في كل تلفزيونات العالم شهر شتنبر، في تناقض واضح مع تصريحات سابقة للعرايشي وسليم الشيخ والتي التزما خلالها بتنزيل مبادئ الحكامة حتى قبل اعتماد دفاتر التحملات الجديدة حتى لا يحسب لرفاق بنكيران بأنهم أصحاب الفضل في التغيير. اليوم ومع سياسة إعادة البث البرامجي يتضح بأن تصريحاتهما كانت مجرد مزايدات سياسية أكثر منها مهنية تهدف إلى تقوية تلفزيون عمومي فقد بوصلة الإصلاح.