عزيزي القرصان، شكرا على مرورك الرائع. كان موقع كود يوم أمس مثيرا وسيكسي، بالراية السوداء إياها، وبالتهديد الجميل، والنشيد الحماسي، والرسالة العطرة. وأفترض صديقي الهاكر أن لا مشكلة لديك معي أنا شخصيا، فلا دخل لي، في ما ينشر في موقع كود، وأنا مثلك تماما، أدخل يوميا وأرى ما تراه. وكما أنت مدمن عليه، فأنا أيضا، لا فرق بيننا أبدا. تدخل أنت إلى الموقع خلسة وتتملى في الصور، واحدة واحدة، وبعد ذلك تقرصننا، وتهددنا، وتتأفف. وأدخل أنا وأتملى فيها وأضحك، مثلك تماما، وأحيانا أنبهر. صدقني أنا بريء وتضامنا مع زملائي أقول لكم إنهم أيضا أبرياء. نحن جميعا في موقع كود لا دخل لنا بالمرة، ولا ذنب لنا إذا كانت الصور كما تراها، ولا يمكننا أن نغيرها، لقد خلقت مثيرة وفاجرة ومثل قنبلة، ولا نقوم إلا بتقديمها للقارىء المحترم، الذي يحب أن يتفرج عليها، ويعشق أن تنفجر في وجهه. أيها الهاكر الفاضل لقد قرأت رسالتكم وأوليتها الاهتمام اللازم، وقدرت غيرتكم واهتمامكم بنا، لكن دعني أصدقك القول، وأخبرك صراحة عن المسؤول، وعن المجرم في هذه القضية. إنها كيم كاردشيان، ثم جينفر لوبيز بدرجة أقل. لقد استغربت مثلكم تماما من درجة اهتمام القراء بالمؤخرات، وراعني أن يكون التنافس بين أشهر المؤخرات في العالم هو الخبر الأكثر مقروئية. لم ينافسه خبر، وظل يتربع على العرش إلى أن قرصنتم موقعنا. العالم كله اليوم يهتم بالمؤخرات والتأمين عليها، ونحن نعيش في هذا العالم، ولا يمكن أن نختبىء ونتقوقع حول أنفسنا لمجرد أن عجيزة ما مثيرة، وتزلزل النفوس. أتفق معكم أن كيم كاردشيان خطيرة وبيونسي فضيحة مدوية لكن ما العمل، وكما ننقل أخبار داعش، من واجبنا أن نخبر القراء عن آخر الصرعات ونكتب جديد المشاهير والنجمات، وعن النساء اللواتي يرهبن الرجال في كل أنحاء المعمور. عزيزي الهاكر أعاتبك على شيء واحد فقط، وصدقني أنا بريء، لكني ألومك لأنك لم تكن موضوعيا بما يكفي، وقد أخذتك الحماسة إلى أن هددتنا، وأفزعتنا. وعلاقة بالصور والمؤخرات دائما، هل تذكر أننا في هذا الموقع الذي قرصنته، قمنا بنشر فيديو لذلك الشيخ الذي أفتى بجواز حشو المؤخرات بالمتفجرات من أجل الجهاد، وأسألك كصديق أقدره وأحترمه، ما هو الأفضل هل مؤخرة بيونسي وكيم كاردشيان أم مؤخرة إرهابي قابلة للانفجار في أي لحظة. لا تؤذي كيم كاردشيان أحدا، بل بالعكس تسر الناظرين، وتنمي الخيال والرغبة، ولو حاولنا سترها وتغطيتها وممارسة الرقابة عليها، فإنها تظهر وتخرج من الشاشة، وقد جربنا ذلك عبثا. أما الإرهابي المحشو، فمجرد التفكير فيه مرعب ومقزز، ومع ذلك لم يحتج أحد. صدقني أيها الهاكر الغيور، أنا لا دخل لي، وأرفض مقاييس الجمال والإثارة الجديدة التي غزت العالم، فلم يعد رجل تغريه العيون، ولم يعد الوجه مقياسا، الكل أصبح ينظر إلى المرأة من الخلف. وأتفق معكم، لقد انقلب العالم رأسا على عقب وأصبح الحكم على كل شيء بالوراء. أنا من جيل تربى على أن الجمال هو الرقة، وكانت تأسرني ديمي مور، وابتسامة جوليا روبرت رغم أن لا أحد يراها جميلة، وكنا لا نحترم شارون ستون، فقط لأن جمالها شرس ووقح ونظرتها شبقة وجسدها مثير. ما العمل وقد تغير العالم، وأصبح لزاما على الإعلام وصناعة النجوم أن ترضي القاعدة وتلبي رغباتها. وكما ظهر الإرهاب في العالم ظهرت موجة المؤخرات وانحط الذوق، وذهب الغنج والإغراء، ومقارنة بمارلين مونرو وبريجيت باردو، تبدو كيم كاردشيان اليوم مثل بقرة شرهة تأكل الرجال، لكن الناس يتابعونها، فماذا تريدنا أن نفعل. صدقني أيها القرصان الفاضل، أنا بريء ولا علاقة لي بموقع كود وأكتب بالعربية الفصحى وضد المؤخرات، لكني أحب الصور، وأحب الإغراء، وأحب الجمال، والحياة، ولا أرى في ذلك عيبا، بل هو ضروري لنا ولكل الناس. هناك مواقع كثيرة تمجد الإرهاب وتمدح القتل، لكنها لم تزعجكم ولم تثر غيرتكم على الدين والأخلاق، بينما عذبتكم كيم كاردشيان، والحال أنها مجرد جسد مثير، ومؤخرة يركز عليها الباباراتزي عدساتهم. هل تعرف عزيزي القرصان أن السلفيين يدخلون كل يوم إلى موقع كود ويدخل الوزراء والبرلمانيون والمثقفون والعامة وتدخل النساء ويدخل الرجال ويدخل المناضلون وتدخل السلطة والرجعيون والتقدميون الكل يدخل إلى كود والكل يشتمه ويعودون إليه في الغد يعودون بنفس الرغبة ويطلعون على الأخبار ويتملون في الصور ويتأففون ثم يعيدون مشاهدتها ويتأففون مرة ثانية الكل يقرأ مقالات رأينا التافهة الكل ينزعج منا ومن مستوانا الهابط ومن كلامنا الساقط ومن مواقفنا التي لا ترضي أصحاب اليقين لكننا ضروريون في المغرب ويحتاجنا الجميع وتحتاجنا الحرية وإذا قرصن أحد موقع كود فسيظهر كود آخر أما كيم كارداشيان فلا دخل لي فيها وأنا بريء منها وزملائي أيضا أبرياء الله خلقها مثيرة والعالم كله يتابع صورها ولا يمكن أن نمنعها من الظهور في كود لأنها تفرض نفسها والقراء يحبونها بمختلف أطيافهم يحبونها حتى أنت أيها الهاكر الذي عذبتك صورها وزعزعتك فقمت بقرصنة الموقع وأتعجب من قراصنة تخيفهم امرأة قراصنة آخر زمن زمن المؤخرات وداعش قراصنة نمتعهم في السر ويسبوننا في العلن ونضحكهم ونسليهم ونقدم لهم الأخبار مجانا وصور الجميلات ويكفروننا لقد مسخ هذا العالم حقا وأصبحت عجيزة نجمة أخطر على المغاربة من قاطعي الرؤوس ومن هؤلاء الذين يذبحون البشر قولوا لنا ماذا تقترحون ماذا نفعل لكيم كارداشيان فمهما غطيناها ستبقى هي هي جربوا لتتأكدوا بأنفسكم ولتعرفوا أن لا دخل لنا وأننا أبرياء وأنها مجرد صور ولا تقتل أحدا بل العكس من ذلك تمنح قراءنا الأعزاء رغبة في الحياة فالحياة جميلة وفيها دائما ما يثير ودورنا أن نتبع المثير أينما كان إنها مسألة اختيار ومن لا يرغب في التملي في كيم كاردشيان نحن لا نفرض عليه ذلك والمواقع كثيرة والنيت واسع وفيه الإرهاب والبورنو والطبخ والسحر الأسود والأغاني والقمار والمشكل هو في من يكتب عنوان موقع يرفضه ويرفض ما ينشر فيه ومع ذلك لا يكف عن الدخول إليه درجة الإدمان.