تبدو "الرابعة" رابعة قنوات دار لبريهي غير معنية بالدخول الرمضاني أو على الأقل هكذا أريد لها أن تكون. فحتى ظهور مارية لطيفي مديرة القناة بذلك البرنامج الذي بثته القناة الأولى قبل رمضان للدعاية لبرامجها الخاصة بهذا الشهر، كان جد محتشم وهي تراهن على مسلسل "دليلة والزيبق" لتبرر "ثورة" برامجية بالقناة. فهل تنتظر القناة بداية الدخول الدراسي لتبرر دخولها الإعلامي؟ جربت في الرابعة كل الاستثناءات التلفزية، ومع ذلك لا زالت هذه القناة تبحث عن هويتها وتموقعها كقناة حقيقية لا مجرد رقم في باقة لا تتعدى نسبة مشاهدة كل قنواتها 4 بالمائة دون احتساب القناة الأولى، ولا مجرد قناة اختزل اسمها في اسم مديرتها ماريا لطيفي التي جعلت القناة تدفع فاتورة الصراعات الإدارية التي واجهتها منذ البداية؟ فعندما انطلق بثها يوم 28 فبراير 2005 كأول قناة موضوعاتية بالمغرب ورابع تفرع تلفزي عن القناة الأولى بشراكة بين وزارة التربية الوطنية والشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، أختير لها الهوتبورد قمرا للبث، فكانت هذه أولى عجائب القناة، بالنظر إلى عدم تلاؤم طبيعة خطها التحريري التربوي التعليمي التثقيفي مع "سخونة" قنوات هذا القمر الاصطناعي. فجاء الاهتداء إلى فكرة نقل القناة إلى النايل سات لضمان فرجة "أسلم" ونسب مشاهدة أفضل. لكن ما كادت تكمل سنتها الثانية به حتى اختفت لتعوض وعلى نفس الإشارة بقناة "الأولى" في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ التلفزيون الفضائي المغربي. وهو ما فسر حينها باستهداف للقناة من طرف إدارة دار لبريهي خصوصا بعد تعمق الخلاف بين مديرتها مارية لطيفي والمدير العام للشركة محمد عياد. من يريدون رأس لطيفي يشهرون ورقة ضعف نسب مشاهدة القناة والتي لا تتعدى 0.2 بالمائة ثم يختبؤون وراء حسابات إدارية داخلية، أما المدافعون عنها فيؤكدون على مجهودات القناة في إنتاج عدد كبير من البرامج رغم أن لا سلطة للقناة على شؤونها المالية على عكس بعض القنوات الأخرى التي تكتفي بمداعبة المنتجين الخارجيين، كما تشتغل بطاقم 95 بالمائة منه هم خريجو معاهد التكوين الخاصة بالإعلام، وبمتوسط أعمار لا يتعدى 28 سنة، كما صارت بعض برامجها تبث على قناة المغربية. النتيجة اليوم، قناة لا يدري أحد هل هي قناة تربوية أم تعليمية أم وثائقية، موضوعاتية أم شبه عامة، أرضية أم فضائية. مستقبلها اليوم مفتوح على جميع الاحتمالات خصوصا عندما أضيفت للمعادلة رؤية وزير الاتصال الخلفي للموضوع، فهو يراهن على تحويلها إلى وثائقية وإحداث قناة جديدة للأسرة والطفل. ما قدو فيل زادوه فيلة.