مازال كثير من المهتمين والمشاهدين المغاربة ينتظرون تحويل القناة التربوية الرابعة إلى البث الأرضي. وتبث قناة الرابعة منذ انطلاقها على القمري الاصطناعي الهوتبورد، ومعلوم أن هذاالقمر الاصطناعي ، يطفح بالقنوات الإباحية سواء منها الإشهارية الجنسية أو تلك التي تبث أفلاما خليعة تكرس للشذوذ ولمظاهر الانحراف الأخلاقي . ويؤكد مصدر من القناة الأولى بأن اختيار هذا القمر جاء على خلفية دراسة أنجزت في هذا الإطار، تذهب إلى أن القناة تتوجه في شق منها إلى المغاربة المقيمين بالخارج، كما أن هذا القمر يغطي مناطق كبيرة جدا من العالم مما يضمن شريحة واسعة من المشاهدين، بخلاف القمر الصناعي نايل سات الذي لا يتعدى دول البحر الأبيض المتوسط، وبالتالي لا يستطيع أن يحقق الأهداف التي توختها القناة في استراتيجيتها، أو أن يلبي قاعدة واسعة من المشاهدين . ربما تعفينا حداثة عهد ولادة هذه القناة من مناقشة استراتيجية الرابعة ومدى ملاءمة برامجها لحاجيات الفئة المستهدفة، والتي لم تحدد بدقة في الورقة التصورية التي تنتظم هذه القناة الموضوعاتية، لكن أن تكون هناك دراسة تعزز هذا الاختيار فهذا يعني أن الذين خططوا لهذا المشروع يوجدون خارج السياق التربوي لزمن المغرب الحقيقي، ولا يهمهم من هذا المشروع التربوي إلا أن يكون المغرب يتوفر على قناة قيل إنها تربوية تعليمية والله أعلم . أما المسألة المرتبطة بكون القناة موجهة إلى المغاربة في الخارج، فهو قول يجافي الصحة بحكم أن كثير من البرامج خاصة تلك التي تتعلق بالدعم المدرسي وبالمقررات التعليمية لا تتوافق مع جاليتنا في الخارج الموجودة في أكثر من مائة بلد، ولكل بلد استراتيجيته التعليمية التعلمية، ثم ما معنى أن تكون قناة المغربية موجهة بالأساس إلى إخواننا في الخارج وأن توجد قناة دار البريهي الفضائية ودوزيم الفضائية؟ وأين حظ المغاربة في الداخل؟ ولكن أعينهم في الواقع تمتد إلى كل القنوات الفضائية التي أنست كثيرا من المغاربة بأن لهم قنوات مغربية تبدأ برقم واحد وتنتهي إلى رقم أربعة، إن الأمر ليس أكثر من لعبة أرقام نحفظها جيدا نتسلى بها وقت الحاجة على الأقل باش نبردو فلوس وضريبة الكهرباء. ثم ماذا لو أن مسؤولينا اختاروا نايل سات إلى جانب الهوتبورد بدل قمر اليوتلسات الذي لا يلتقطه إلا شريحة محدودة، الأمر الذي يبطل الادعاء بأننا نتوخى توسيع قاعدة المشاهدين . وفي الأخير ماذا لو فكر مجلس قيادة قناة الرابعة في البث الأرضي حتى يتم الوفاء بالهدف الحقيقي من إنجاز القناة وبالتالي تمكين شريحة واسعة من المشاهدين المغاربة الذين لا يعرفون قناة الرابعة إلا بعد ان بدأت تصرف برامجها في القناة الأولى، لنصبح أمامخالوطة من قناتين تحتضنهما دار البريهي .. قبل الختام: مناسبة هذا القول هو قرار تحويل قنوات النيل التعليمية المصرية لقنوات أرضية بهدف زيادة حجم مشاهديها، بحيث سيتم بث هذه القنوات التعليمية أرضيا في بداية العام الدراسي القادم. ليكون هناك مزيد من المساهمة الفعالة في محاربة الدروس الخصوصية وتمكين المصريين، الذين لا يتوفرون على مقعرات هوائية من الاستفادة من قنوات جعلت لهدف تربوي نبيل وليس لغايةالادعاء فقط.