قرأت وسمعت في أكثر من مكان أن تنظيم داعش غير موجود، وأن هناك من يهول فحسب بغرض الإساءة إلى الإسلام ومذهب أهل السنة. وهنا في المغرب يعيش المواطن الذي يشاهد الجزيرة القطرية في ورطة حقيقية، فعناصر تنظيم داعش هم مجرد "مسلحين"، وحتى عبارة الجزيرة الشهيرة "من يوصفون بالإرهابيين" أو "ما يسمى بالإرهاب" تخلت عنها، ورفعت الحرج.
إنهم مسلحون فقط يقطعون الرؤوس فقط ويطلقون النار فقط على عشرات ومئات الشيعة ويسحلون فقط ويمثلون بالجثث فقط ويصورون الفيديوهات ويغتصبون ويقتلون بدم بارد فقط من أجل الترويج فقط.
ويكفي أنهم سنة كي نكون في صفهم ويكفي أنهم يحاربون بشار الأسد ونوري المالكي كي نبرئهم من الإرهاب ويكفي ذلك كي يعتبر القرضاوي واتحاد علمائه أن ما يحدث في العراق" ثورة عارمة".
يكفي ذلك كي نصطف ونرفع لواء يزيد بن معاوية ضد الحسين بن علي. ونمدح القتل والوحوش وأبشع ما يمكن أن يبلغه الإنسان من شر. المترددون يعتبرون ما يحدث مجرد مؤامرة وأن داعش غير موجودة واخترعتها أمريكا اختراعا، لتسيطر. هكذا، كما دائما، نحن جميلون ورائعون، والآخر هو المسؤول.
إسرائيل وأمريكا والغرب والماسونية والشيعة كي نطمئن وننام قريري العيون. أما إذا كانت داعش موجودة، فهي ثورة عارمة للسنة والقرضاوي موجود والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين موجود لمساندة هذه الثورة وقطر موجودة والمال الخليجي موجود بوفرة لدعم المسلحين الأشاوس والأبطال الذين يدافعون عنا ضد الروافض.
ولا ضرر عند القرضاوي وإخوانه أن تسيطر داعش على العراق وسوريا ويتحقق حلم الثورة لا ضرر أن يقتل كل الشيعة بدم بارد فالشيخ القرضاوي ضد الطائفية لكنه يتفهم الظلم الذي يشعر به السنة ولا يفهم أن الشيعة هم الأغلبية في العراق ويفهم منطق الأغلبية والشرعية في مصر ولا يفهمه في العراق والبحرين هذه الدولة التي قال إن الحراك فيها لا يعنيه لأنها دولة صغيرة
أما العراق فهي كبيرة ويتمنى أن يقضي فيها أجانب داعش السنة على الدولة العراقية وعلى أغلبية السكان كي يقتل يزيد بن معاوية الحسين مرة ثانية ولينتصر أهل السنة والجماعة لقد لعبت قطر والجزيرة بالإسلام كما يلعب أي ثري خليجي بالمال ويبدده كيفما اتفق منذ سنوات والجزيرة ترفض أن تسمي الإرهابي إرهابيا وها هو جيلها يكبر وينتشر كوباء يكبر في المغرب وفي كل مكان ويتحول إلى وحش والنتيجة أن لا عدو أصبح للعرب والمسلمين إلا أنفسهم
حتى إسرائيل الكل منشغل عنها وهذا كله بفضل قطر داعمة الثورات وبفضل المال الخليجي وبفضل النفط وبفضل القرضاوي وبفضل الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي حول الدوحة عاصمة له وحول جرائم داعش إلى ثورة عارمة وربيع عربي في صحراء الجهل والتكنولوجيا الحديثة والاستوديوهات المجهزة بأحدث الأجهزة وفضائيات الآش دي وناطحات السحاب والمال الوفير الذي يقضي على الثقافة والحضارة وعلى كل ما تعلمه العرب في القرنين الأخيرين كأننا لم نبرح مكاننا وها هي تباشير النصر والخير تظهر من العراق وها هي معالم الثورة العارمة تبرز في الأفق
وقريبا سنسيطر على أرض السواد وسيحكمنا أمير داعش وستتقدم الأمة بفضل الجزيرة وقطر والخليج وبعد ذلك سنزحف على إسرائيل ثم العالم وسنحول كل مكان وكل أرض قبرا كبيرا وسنعلن القيامة.