يتعين على بايرن ميونيخ، بطل الدوري الألماني لكرة القدم، ومدربه الإسباني جوسيب غوارديولا، تجاوز أكبر ذل في تاريخمها بعد الخسارة القاسية أمام ريال مدريد الإسباني (صفر-4)، في إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا لرفع الشكوك حول الأسلوب المفروض من المدرب الكاتالوني على العملاق البافاري. وعادت كلمة اندحار لتصبح لازمة في الصحافة الألمانية، حيث تحدثت "سودويتشه تسايتونغ" عن أمسية "السلحلفاة" التي قرعت "جرس الإنذار" بعد حصيلة موسم انطلق على أسس استثنائية وإحراز اللقب المحلي في زمن قياسي.
وفي وجه (البرتغالي كريستيانو) رونالدو ورفاقه "الأسرع والأعلى والأقوى"، سجل حامل اللقب تراجعا هو الأقسى على الساحة الأوروبية، والاهم من ذلك أنه كان على أرضه وأمام جمهوره وفي نصف نهائي دوري أبطال أوروبا.
ولم يسبق لغوارديولا، الذي أحرز 14 لقبا خلال 4 سنوات مع برشلونة الإسباني منها لقبان في هذه المسابقة الأوروبية بالذات، أن لقي مثل هذا السقوط وكان ألمه أكبر لأنه جاء على يد الغريم والعدو المدريدي.
إعادة نظر في أسلوب اللعب؟
هل سيعيد غوارديولا التفكير بفلسفة اللعب التي تتمحور على امتلاك الكرة (64% لبايرن مقابل 36% لريال)؟ لقد طرح هذا السؤال بعد الخسارة في الذهاب (صفر-1) في مدريد، وبات على كل الشفاه غداة الخروج وفقدان اللقب.
خطأ تكتيكي
تحمل غوارديولا الفشل، أمس الثلاثاء، بصفته مدربا، وقال "لعبنا بشكل سيء وأنا أتحمل مسؤولية ذلك. لقد ارتكبت خطأ تكتيكيا"، في إشارة خصوصا إلى اشراك طوني كروس إلى جانب باستيان شفاينشتايغر في خط الوسط الدفاعي.
لكن بالنسبة إلى فلسفة اللعب، لا تغيير ولو قيد أنملة في كرة القدم الشاملة التي تتلذذ بها ألمانيا كثيرا.
ولا يزال المدرب الكاتالوني (43 عاما) مقتنعا بأن استحواذ الكرة هو مفتاح النجاح، وقد شب على هذا الأسلوب منذ التحاقه بمركز التأهيل التابع لنادي برشلونة في سن الثالثة عشرة، ثم طبقه بنجاح خلال "السنوات الأربع الحافلة" كمدرب للفريق الكاتالوني وحاول تعليمها للفرنسي فرانك ريبيري والهولندي اريين روبن بعد تسلمه قيادة الفريق البافاري الصيف الماضي.
وعلق على هذا الأمر بالقول "بالتأكيد، يمكن أن نتساءل ما إذا كنا نملك أفضل اللاعبين لتطبيق هذا الأسلوب"، هادفا من ذلك حض المسؤولين في النادي على إجراء بعض التغييرات، خلال فترة الانتقالات الصيفية، خصوصا في الدفاع الذي بدا عاجزا عن الحد من سرعة لاعبي ريال مدريد.
وقد يأتي ضم الهداف البولندي روبرت ليفاندوفسكي من بوروسيا دورتموند، بحل على الأرجح لمركز رأس الحرب الذي شغله الكرواتي ماريو ماندزوكيتش دون أن يرمي بثقله خلال مباراتي القمة ضد ريال مدريد، ولم يكن توماس مولر أفضل منه.
لكن الأهم هو عودة الإسباني تياغو الكانتارا لاعب برشلونة السابق من الإصابة، وهو النموذج الذي يحتاجه المدرب: عقل مفكر وذكاء في اللعب وتقنية عالية وركلات عبقري تستطيع أن تخلخل توازن الخصم، وهذا ما افتقده بايرن ميونيخ ضد رونالدو ورفاقه، وهو ما لم يستطع ان يعوضه حتى الآن الشاب ماريو غوتسه.
ودعا توماس مولر "إلى وقف طرح هذه الأسئلة حول أسلوب اللعب وهز المؤخرة" لأن النادي أحرز بطولة الدوري وفي طريقه إلى الثنائية بدلا من الثلاثية، حيث سيدافع عن لقبه في كأس ألمانيا في 17 ماي في برلين.
ويتعين على غوارديولا أن يجد الكلمات المناسبة لإطلاق لاعبيه من جديد لأن المنافس هو بوروسيا دورتموند، الذي هز عرش ريال مدريد في ربع النهائي (خسر أمامه صفر-3 في مدريد وفاز عليه 2-صفر في دورتموند) ثم أسقط الفريق البافاري 3-صفر في الدوري المحلي، ويريد مدربه يورغن كلوب القبض على اللقب الوحيد المتوفر أمامه وهو كأس المانيا.
ويملك غوارديولا أسبوعين من الزمن ومباراتين في الدوري، السبت المقبل، أمام هامبورغ وبعد أسبوع أمام شتوتغارت، من أجل أن يصحح خط تفكيره قبل نهائي الكأس.