ستيفان غازاريان يتعين على بايرن ميونيخ بطل الدوري الالماني لكرة القدم ومدربه الاسباني جوسيب غوارديولا تجاوز اكبر ذل في تاريخمها بعد الخسارة القاسية امام ريال مدريد الاسباني (صفر-4) الثلاثاء في اياب نصف نهائي دوري ابطال اوروبا لرفع الشكوك حول الاسلوب المفروض من المدرب الكاتالوني على العملاق البافاري. وعادت كلمة اندحار لتصبح لازمة في الصحافة الالمانية حيث تحدثت "سودويتشه تسايتونغ" عن امسبة "السلحلفاة" التي قرعت "جرس الانذار" بعد حصيلة موسم انطلق على اسس استثنائية واحراز اللقب المحلي في زمن قياسي. وفي وجه (البرتغالي كريستيانو) رونالدو ورفاقه "الاسرع والاعلى والاقوى", سجل حامل اللقب تراجعا هو الاقسى على الساحة الاوروبية, والاهم من ذلك انه كان على ارضه وامام جمهوره وفي نصف نهائي دوري ابطال اوروبا. ولم يسبق لغوارديولا الذي احرز 14 لقبا خلال 4 سنوات مع برشلونة الاسباني منها لقبان في هذه المسابقة الاوروبية بالذات, ان لقي مثل هذا السقوط وكان المه اكبر لانه جاء على يد الغريم والعدو المدريدي. اعادة نظر في اسلوب اللعب? هل سيعيد غوارديولا التفكير بفلسفة اللعب التي تتمحور على امتلاك الكرة (64% لبايرن مقابل 36% لريال)? لقد طرح هذا السؤال بعد الخسارة في الذهاب (صفر-1) في مدريد, وبات على كل الشفاه غداة الخروج وفقدان اللقب. خطأ تكتيكي تحمل غوارديولا الفشل الثلاثاء بصفته مدربا, وقال "لعبنا بشكل سيء وانا اتحمل مسؤولية ذلك. لقد ارتكبت خطأ تكتيكيا" في اشارة خصوصا الى اشراك طوني كروس الى جانب باستيان شفاينشتايغر في خط الوسط الدفاعي. لكن بالنسبة الى فلسفة اللعب, لا تغيير ولو قيد انملة في كرة القدم الشاملة التي تتلذذ بها المانيا كثيرا. ولا يزال المدرب الكاتالوني (43 عاما) مقتنعا بان استحواذ الكرة هو مفتاح النجاح, وقد شب على هذا الاسلوب منذ التحاقه بمركز التأهيل التابع لنادي برشلونة في سن الثالثة عشرة, ثم طبقه بنجاح خلال "السنوات الاربع الحافلة" كمدرب للفريق الكاتالوني وحاول تعليمها للفرنسي فرانك ريبيري والهولندي اريين روبن بعد تسلمه قيادة الفريق البافاري الصيف الماضي. وعلق على هذا الامر بالقول "بالتأكيد, يمكن ان نتساءل ما اذا كنا نملك افضل اللاعبين لتطبيق هذا الاسلوب", هادفا من ذلك حض المسؤولين في النادي على اجراء بعض التغييرات خلال فترة الانتقالات الصيفية خصوصا في الدفاع الذي بدا عاجزا عن الحد من سرعة لاعبي ريال مدريد. وقد يأتي ضم الهداف البولندي روبرت ليفاندوفسكي من بوروسيا دورتموند, بحل على الارجح لمركز رأس الحرب الذي شغله الكرواتي ماريو ماندزوكيتش دون ان يرمي بثقله خلال مباراتي القمة ضد ريال مدريد, ولم يكن توماس مولر افضل منه. لكن الاهم هو عودة الاسباني تياغو الكانتارا لاعب برشلونة السابق من الاصابة, وهو النموذج الذي يحتاجه المدرب: عقل مفكر وذكاء في اللعب وتقنية عالية وركلات عبقري تستطيع ان تخلخل توازن الخصم, وهذا ما افتقده بايرن ميونيخ ضد رونالدو ورفاقه, وهو ما لم يستطع ان يعوضه حتى الان الشاب ماريو غوتسه. ودعا توماس مولر "الى وقف طرح هذه الاسئلة حول اسلوب اللعب وهز المؤخرة" لان النادي احرز بطولة الدوري وفي طريقه الى الثنائية بدلا من الثلاثية حيث سيدافع عن لقبه في كأس المانيا في 17 ايار/مايو في برلين. ويتعين على غوارديولا ان يجد الكلمات المناسبة لاطلاق لاعبيه من جديد لان المنافس هو بوروسيا دورتموند الذي هز عرش ريال مدريد في ربع النهائي (خسر امامه صفر-3 في مدريد وفاز عليه 2-صفر في دورتموند) ثم اسقط الفريق البافاري 3-صفر في الدوري المحلي, ويريد مدربه يورغن كلوب القبض على اللقب الوحيد المتوفر امامه وهو كأس المانيا. ويملك غوارديولا اسبوعين من الزمن ومباراتين في الدوري -السبت امام هامبورغ وبعد اسبوع امام شتوتغارت- من اجل ان يصحح خط تفكيره قبل نهائي الكأس.