حرص عبد الرحمان اليوسفي، الوزير الأول الأسبق وأحد الزعماء التاريخيين للاتحاد الاشتراكي، على أخذ مسافة من محمد اليازغي،غريمه السابق في الحزب. عندما اقتعد اليازغي مقعدا مجاورا للكرسي الذي جلس عليه عبد الرحمان اليوسفي قبيل افتتاح حفل تأبين، أحمد بن بلة، الرئيس الجزائري الأسبق، في مسرح محمد الخامس بالرباط يوم أمس السبت، قام اليوسفي من مقعده وطلب من أحد المنظمين أن يتدبر له مكانا آخر. "شوفو لي مكان آخر" كما قال اليوسفي، نقلا عن مصدر "كود" الذي عاين هذه الحادثة. مصدر "كود" أوضح أن هذه هي المرة الثانية التي يحرص فيها عبد الرحمان اليوسفي على أخذ مسافة من محمد اليازغي في فضاء عمومي، بعد نشر الأخير لمذكراته وما تضمنته من تصريحات في حق قائد التناوب التوافقي. تاريخ العلاقة بين الرجلين تميز بالتوتر خاصة بعد تولي اليوسفي زعامة الحزب إثر وفاة عبد الرحيم بوعبيد، بدلا عن اليازغي الذي كان يسعى لخلافة الزعيم الاتحادي الراحل. توتر استنزف الحزب وأضعف كثيرا موقعه أمام خصوم تجربة التناوب. الحفل التأبيني الذي نظمه عبد الرحمان اليوسفي وأصدقاء آخرين للراحل أحمد بن بلة تميز بغياب أغلب المرشحين المحتملين لخلافة عبد الواحد الراضي في قيادة الحزب خلال مؤتمر المقبل، ويتعلق الأمر بكل من الحبيب المالكي وإدريس لشكر ومحمد رضا الشامي. في حين حضر محمد الأشعري الذي انخرط في حركة تصحيحية رفقة العربي عجول وعلي بوعبيد سنة 2010 ضد "تشويه منطق التوافق مع الدولة لخدمة مصالح شخصية"، في أعقاب استوزار إدريس لشكر في حكومة كان يدعو لخروج حزبه منها، وتولي عبد الواحد الراضي رئاسة مجلس النواب.