سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
كذب على الملك. عباس الفاسي للوزير الوفا: أنا مرشح تاع جلالة الملك والوفا يرد عليه أنت كذاب وأنا بزاف عليك وأنا عازم على الترشيح للأمانة العامة لحزب الاستقلال ولست ضد الملكية
ما كانت تتبادله عيون القيادات الاستقلالية من حيرة وتوجس، وهم يحذقون في أمينهم العام عباس الفاسي، عندما كان يتلو الوثيقة التي جرى التوافق بشأنها خلال مؤتمر الحزب، الذي فشل في نهاية الأسبوع الماضي، في انتخاب أمين عام جديد، تبين أنها كانت تخفي حربا في الكواليس وصلت حد الاتهامات المتبادلة بالعبث بمصير الحزب والكذب على الملك. ذلك ما يكشف عنه محمد الوفا، عضو المجلس الوطني لحزب الاستقلال ووزير التربية الوطنية، الذي اتهم عباس الفاسي بالكذب، إذ قال "اكتشف، يوم الاثنين الماضي، أي ما قبل المؤتمر، بعدما انفض اجتماع اللجنة التنفيذية، أن الحزب سيعرف مرحلة خطيرة في مؤتمره، ولذلك حاولت ابتداء من، يوم الأربعاء صباحا، التقريب في وجهات النظر بين الإخوة المرشحين لمنصب الأمين العام، فتوصلت إلى اتفاق بعد موافقة السيد عباس الفاسي الفهري. يوم الخميس على الساعة الرابعة، وبعد ذلك مباشرة، اجتمعنا في اللجنة التنفيذية على الساعة الخامسة في بيت عباس الفاسي، حيث خرج أعضاء اللجنة التنفيذية بعد الاجتماع في محبة وأخوة لا مثيل لها، بعدما اتفق عبد الواحد الفاسي، وحميد شباط، بأن يدخلا إلى قاعة المؤتمر أثناء الجلسة الافتتاحية، يوم الجمعة الماضي، يدا في يد. لكن يوما قبل المؤتمر، أي يوم الخميس، بأت تصلني بعض المكالمات الهاتفية، الهدف منها التشويش على هذا الاتفاق الذي حصل، والتي لم أعرها أي اهتمام في البداية. لكن يوم الجمعة، أي يوم افتتاح المؤتمر، على الساعة الثانية والنصف، توصلت بمكالمة هاتفية من السيد عباس الفاسي الفهري يقول لي، ولحسن حظي أن هذه المكالمة استمع إليها ثلاثة أفراد، اثنين من عائلتي والآخر صديقي، كانوا جالسين معي في بيتي، يقول لي فيها عباس الفاسي أن جلالة الملك كلمه الآن، وقال له (أنا معنديش مرشح للأمانة العامة، وأنا معنديش علاقة بهذا الموضوع)، فكان جوابي فورا على عباس الفاسي أن جلالة الملك لا دخل له في هذا الموضوع، وإن جلالة الملك منزه على ما تقوله، فرد علي عباس الفاسي بأنني قلت له (أنا مرشح تاع جلالة الملك)، فقلت له أنت كذاب، فرد علي بأنه سيستدعي اللجنة التنفيذية، فقلت له إذا استدعيت اللجنة التنفيذية سأقول لها حقيقة الموضوع، منذ انطلاقه إلى غاية هذا الحوار معك. وبالمقابل لم يقم باستدعائها. أخطر من هذا، فقد هرب بعدما ألقى خطابه في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، ولم يعد إليه حتى يوم السبت في آخر النهار. وفي تطور للأحداث تولت بمكالمة تقول لي بأن عباس الفاسي يستقيل، وأن محمد الوفا ليس مرشح جلالة الملك، ومباشرة بعد ذلك اتصل بي بعض أعضاء اللجنة التنفيذية وقال لي إن عباس الفاسي اتصل بهم، وقال لهم إن محمد الوفا ليس بمرشح جلالة الملك، في حين أنني لم أعلن ترشيحي لأنني أعرف أن التشريح يقدم إلى المجلس الوطني، ولم أخبر بترشيحي أي واحد من أعضاء الحزب اللهم شيء واحد سأقوله الآن وأتحمل كامل المسؤولية وتبعياته مع العلم أنني وزير للتربية الوطنية، أي أنني وزير في حكومة جلالة الملك، وأنتم على علم بالحساسية الموجودة بين حزب الاستقلال ووزارة التربية الوطنية. لا شك أنكم على علم أنه غذاة تسلم مهامي، قلت في خطابي بوزارة التربية الوطنية أن لا علاقة لانتمائي السياسي بمهامي وباختبارات وزارة التربية الوطنية لأن هذا القطاع حساس، ولذلك طلبت من جلالة الملك، باعتبار أنني وزير التربية الوطنية أولا وثانيا وزير في حكومة جلالة الملك، أني عازم على الترشيح للأمانة العامة، ولذلك فوفقا لأخلاقي ومروءتي والتقاليد لا أريد أن يسمعها جلالة الملك من فم أحد، وطلبت من من جلالته الترخيص لي للترشح، وهذا الموضوع حضر فيه عباس الفاسي باعتباره أمينا عاما لحزب الاستقلال، ولكن عباس الفاسي مع الأسف الشديد، وهذا ما فعله مع الجميع، منذ توليه ولا مع مجلس الرئاسة، ولا مع أعضاء اللجنة التنفيذية منذ 11 سنة، أنه يلعب في وسط حزب الاستقلال، وسبق أن قلت له أنه (يمكن تلعب على كلشي، ولكن ما تلعبش عليا أنا... وأنا بزاف عليك)، فأنا طول حياتي واضح، ولذلك كان الجو مسموما في المؤتمر، ولهذا قررت عدم متابعة أشغال المؤتمر، أما فيما يخص المجلس الوطني فأنا عضو به سأشارك في أشغاله وسأؤيد من سيترشح للأمانة العامة حسب قناعاتي. كما أود أن أشير إلى أني لست ضد الملكية. فالتزامي بالملكية هذا شيء أومن به منذ صغري والله يشهد على ذلك، وقد عرفت بذلك وسط أطراف المجتمع المدني، وشخصيات تشتغل في المجتمع المدني وحقوق الإنسان وسط الحي الجامعي إلى غاية 1973، وقتها كنت أوصف بالرجعي والملكي لذلك أنا لم أغير من مواقفي. أنا قناعتي قيد أنملة إلى هذه اللحظة وسأبقى كذلك إلى أن يأتي فرج الله". محمد الوفا (عضو المجلس الوطني لحزب الاستقلال) عن "الأحدث المغربية"