أقحم قياديو حزب الاستقلال الملك محمد السادس، في الصراع الدائر حول رئاسة الحزب بين كل من عبد الواحد الفاسي، مرشح عباس الفاسي، الأمين العام للحزب، وحميد شباط، الكاتب العام للاتحاد العام للشغالين بالمغرب، ومحمد الوفا، وزير التربية الوطنية. وكشف الوفا معطيات في غاية الحساسية حول ما دار بينه وبين عباس الفاسي في مكالمة هاتفية وصلت إلى حد اتهام عباس الفاسي من طرف الوفا ب«الكذب على الملك».. وقال الوفا بهذا الخصوص، في تصريح أدلى به للزميلة «الأحداث المغربية»، إن عباس الفاسي قال له في هذه المكالمة الهاتفية إن الملك اتصل به وأخبره قائلا: «أنا ما عْنديش مرشح للأمانة العامة وأنا ما عنديش علاقة بهذا الموضوع».. وحسب الرواية التي قدمها الوفا، فإن رده على الفاسي كان كالتالي: «لا دخل لجلالة الملك بهذا الموضوع، وهو منزّه عما تقول». وتابع الوفا قائلا: «ثم رد عليّ عباس الفاسي بأنني قلت له: أنا مرشح تاع جلالة الملك، فقلت له أنت كذاب، فرد عليّ بأنه سيستدعي اللجنة التنفيذية، فقلت له إذا استدعيت اللجنة التنفيذية سأروي لها حقيقة الموضوع، من بدايته إلى غاية هذا الحوار معك». وامتنع عباس الفاسي عن التعليق على الموضوع، فيما اختار الوفا، في تصريحات أدلى بها ل«المساء»، تصعيد لهجته ضد عباس الفاسي، متهما إياه باستهدافه. حيث تابع الوفا قائلا: «عباس يريد تخريب حزب الاستقلال قبل أن يرحل.. ولهذا نهج سياسة الأرض المحروقة»، مشددا على القول «لن أسكت بعدُ، وإن كان البعض قد اعتادوا التزام الصمت فإني أقول إنني لن أقبل بذلك». وقال الوفا: «عباس باغي يْلعبْ عْلى العلاقات العائلية.. واش على قبل عباس الفاسي الفهري العائلة الصغيرة لعلال الفاسي غادي تمشي في داهية»، مشيرا إلى أن الخلط بين الفاسي وعائلة مؤسس الحزب خلط «ما أنزل الله به من سلطان، وهو خلط استفاد منه عباس الفاسي». من جهته، قال حميد شباط في اتصال مع «المساء» تعليقا على خرجة الوفا: «هذا خلاف عائلي بين الأخ الوفا وعباس الفاسي وأنا أرفض حشر نفسي في هذا الخلاف العائلي»، مشيرا إلى أن ما يجري الآن أمامه هو خروج عن ذاكرة مؤسس الحزب، علال الفاسي، الذي صاغ أول دستور للمغرب». وتساءل شباط في تصريحه ل«المساء»: «لا أفهم كيف أصبح الاستقلاليون الآن يخافون من صناديق الاقتراع ويقولون إن وجود أكثر من مرشح يهدد وحدة الحزب». وقال شباط إنه ما يزال، إلى حد الآن، يستغرب كيف أن عباس الفاسي قدّم لهم نصائح في غاية الطرافة خلال اجتماع للجنة التنفيذية على هامش المؤتمر الأخير عندما قال، أمام ذهول الجميع، قبل أن ينصرف: «إن الأمين العام المقبل للحزب ينبغي أن يكون كثير السكوت، كما ينبغي ألا يتدخل في حل الخلافات التي تقع بين المناضلين حتى لا يغرق فيها».