لكن المفاهيم والنظريات تسافر من حقل معرفي لأخر يقال عادة ان الطبيعة لا تقبل الفراغ هذا قاعدة فيزيائية معروفة سقت هذا المثال للتدليل على وضعية الشباب المغربي الذي يوجد في مفترق طرق رهيب نظرا لتراكم اسئلته التي تبقى في غالب الاحيان معلقة بلا جواب وذلك بسبب التحول المجتمعي والثقافي الكبير وتغير انماط القيم والتفكير والعلاقات الاجتماعية الذي يعيشه مجتمعنا من اكثر من عقدين ذلك التحول الذي لم يأخذ صورة نهائية وواضحة فبين الجرح الاجتماعي والهوياتي والرغبة العارمة للشباب في الاندماج واكتساب الموقع اللائق في الحياة العامة التي تتسارع وتتعقد يوما بعد يوم يمكن ان نصل الى فهم تقريبي وممكن تعتري الشباب المغربي اليوم مخاوف عظيمة من شيء اسمه المستقبل ومن احساس قاهر بالاغتراب في البنية الاجتماعية والمؤسساتية والتواصل مع العالم بشكل سلس وايجابي لتدليل الصعاب والاحباطات وتحويل الاوهام والتطلعات الى احلام وانجازات حقيقية على ارض الواقع وتجسيد ذلك الكم الهائل من الانتظارات الى مشاريع ملموسة تعكس هوية الشباب الاصيلة القائمة على الخلق و الابتكار والحلم وتجاوز كل ما هو مبتذل وجامد ان التغيير الاجتماعي والعلمي والثقافي المنشود لابد ان يكون رهينا بمساهمة الشباب ونظرته للحياة والعالم اذا استحضرنا الازمة العميقة والمؤلمة التي تخترق المدرسة العمومية مند عقود وتبعاتها القاسية على الاقتصاد والمجتمع وايضا معضلة العطالة والاقصاء وضعف التأطير الثقافي والسياسي وفقر البرامج والمؤسسات الموجهة للشباب نستطيع ان نقترب اكثر من فهم تلك التطلعات الانسانية المشروعة والتي تخفي في كثير من الاحيان احلاما نبيلة ورائعة ان هذه التطلعات اليومية التي نقرؤها في عيون الشباب هي رسالة بليغة وهدية ثمينة للمجتمع برمته عليه ان يحتضنها ويرعاها ومن حقنا اليوم ان نقف وقفة تامل فيما ينبغي فعله لتدبير المشروع الشبابي وان نتساءل في نفس الوقت عن جدوى المؤسسات التي من المفروض ان تقدم الاجوبة والحلول لأسئلة ورهانات الشباب المغربي في هذه اللحظة التاريخية ومن حقنا كذلك العمل بتفان وجدية على تطوير كل التجارب والمشاريع الاجتماعية التي تستهدف الشباب معرفيا واقتصاديا وسياسيا نعم ان طبيعة الشباب لا تقبل الفراغ الذي ليس سوى الطريق المرعب نحو التطرف والانحراف والياس القاتل الذي يحمل الخراب للمجتمع برمته