كنت الصحفي المصري الوحيد الذى حضر حفل شيرين عبد الوهاب، يوم السبت الماضي، في مدينة تطوان بالمغرب، وهو الحفل الذى أثار ضجة وكثرت من حوله الأقاويل وانتشرت الشائعات بناء على كلمة شيرين التي قالتها وهى على المسرح، وحيت فيها الفريق السيسى لتخرج بعض من المواقع الإلكترونية المغربية بعناوين مثل هتافات ضد شيرين من أنصار الرئيس السابق محمد مرسى، والذين ينتمون إلى الحزب الحاكم وهو حزب العدالة والتنمية كما كتب البعض أنه تم طرد شيرين بل وملاحقتها خارج المسرح وضربها وأمور أخرى، ويبدو أن الكذبة كانت أقوى من الحقيقة لذلك انتشرت بسرعة البرق وصدقها إلى حد كبير الجميع بداية من المصدر وهى المغرب ثم مصر ليتبعهما آخرين. وما جرى في الحفلة بحيادية وبدون مبالغة، لأننا الوحيدون من مصر والوطن العربى كنا هناك إلى جانب الصحافة المغربية التي قامت أيضا بتغطية حفل شيرين بحيادية وأمانة باستثناء البعض الذين أفسدوا حفل شيرين إعلاميا بما كتبوه.
وقد ذكرنا على موقع "اليوم السابع" أن شيرين مزجت الفن بالسياسة في حفلها، وأنها قامت بتحية الفريق السيسى وأنها قالت أيضا إنها تتمنى أن نميز ونعرف من هم الخونة وأشياء من هذا القبيل، لكننا فوجئنا بعد ذلك أن بعض من الصحافة المغربية كتبت أمورا لم تحدث ولا أساس لها واستشهدت بذلك بفيديو يظهر سخط الجمهور على شيرين بمجرد أن قالت "يحيا السيسى"، والحقيقة هو أن ذلك الفيديو، والتي ما صدقت أن تنقله وتعرضه قناة الجزيرة الإخبارية، وكأنه حدث هام وخطير لا يمكن غض النظر عنه، هو مجرد فيديو لمجموعة من الأفراد لا يزيد عددهم عن 20 فردا لم يشعر بهم من كان في الحفل بالأساس، لأن الحضور كان بالآلاف الذى كان مستمتع بهذا الحفل الغنائي لفنانة مصرية وعربية هي شيرين، وأن صيحات الجمهور غالباً لا تكون مفهومة فى الحفلات الكبيرة، لأنها في النهاية صيحات الاستمتاع بالغناء والطرب، والدليل أنه بعد أن قامت شيرين بهذه التحية استكملت حفلتها بصورة طبيعية، وقبل نهاية الحفل ذكرنا أن شيرين أنهت فقرتها بصورة مفاجئة بعد أن شكرت الحضور سريعا، وذلك بعد أن استمعت إلى كلمة من أحد الحضور غير مفهوم أو واضح معناها وهنا ردت شيرين بحزم "شرف لأى حد أن يكون مصريا" وغادرت، لكن عددا من الصحفيين أضاف كل منهم على هواه العديد من السيناريوهات ما بين طرد شيرين أو ضربها أو الهجوم عليها أو ما شابه، وهو ما تناقلته أيضا وسائل الإعلام والصحافة المصرية على أنه حقيقة وهو ما لم يحدث، والغريب أن الصحافة المصرية تناقلت أو كتبت خبرا أن شيرين كان يجب عليها الحذر، وأن تعرف أنها تغنى في مدينة تطوان معقل الإخوان المسلمين في المغرب، بل الأغرب أن شيرين نفسها صرحت بذلك وهو أمر خاطىء وغير صحيح لأن مدينة تطوان هي مدينة ساحلية تقع في شمال المغرب وسكانها أشخاص محافظون، وفى حالهم ليس أكثر كما أن الصحافة المغربية نفسها نفت ذلك، وهذه الأمور إن دلت فهي تدل على أن حفلة شيرين ليست سوى كذبة أطلقتها بعض من الصحافة المغربية الصفراء في المغرب وتبعتها الصحافة المصرية حتى شيرين نفسها لم يكن ردها دقيق في معلومة أن مدينة تطوان معقل الإخوان المسلمين وهنا يأتي دور إدارة أعمالها.
لقد غنت شيرين وهى في حالة فنية رائعة سواء من أغنياتها أو أغنيات غيرها وحملت العلمين المصري والمغربي معا واستقبلها الجمهور المغربي استقبالا عظيما، وهى أيضا قالت إن المغرب بلد عظيم وبلد الفنون وكانت سعيدة طوال الوقت ولم تتخلى كعادتها عن إلقاء "الإفيهات" مثل جملة "مرحبا بأهل الفرنجة" والتي قالتها للحضور حيث كان هناك عدد من الأجانب يحضرون مثل هذه الحفلات نتيجة الموقع الجغرافى لمدينة تطوان، التي تقع في الشمال والقريب من إسبانيا.
إن حفل شيرين في النهاية ليس سوى حفل كباقي الحفلات حدثت به بعض الأمور لكن الصحافة اختلقت بخصوصها أمور لم تحدث، في نفس الوقت كان هناك عدد من الصحفيين المغاربة قاموا بتغطية حفلة شيرين دون زيادة أو نقصان لكن يبدو أن العدد الأكبر من الناس أراد أن يتبع الكذبة ويغفل الحقيقة.