مع ارتفاع درجة الحرارة بمدينة البهجة والتي وصلت خلال الأسبوع الماضي، إلى 52 درجة، يعيش قسم المستعجلات بمستشفى ابن طفيل التابع للمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بمراكش، ومنذ بداية فصل الصيف، حالة وصفها مصدر طبي ل"كود" بالفوضى العارمة، و(الغالب الله)، فمع ارتفاع درجات الحرارة ترتفع وثيرة التوافد على قسم المستعجلات، وذالك بسبب كثرة الحوادث والإصابات في صفوف المواطنين بالأمراض التي لها ارتباط بارتفاع الحرارة، كالتسممات الغذائية، لسعات العقارب، والآفاعي والحوادث التي تعرف ارتفاعا بالتزامن مع العطلة الصيفية وبالنظر إلى المناطق القريبة من مراكش والتي يغطيها المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس، ومع العلم ان جهة مراكش تانسيفت الحوز، تعتبر الأولى على المستوى الوطني من حيث عدد الوفيات بسبب لسعات العقارب والأفاعي. وفي جولتها بقسم مستعجلات ابن طفيل بمراكش نهاية الاسبوع الماضي، وقفت "كود" على معانات المرضى والطاقم الطبي، مع ارتفاع درجة الحرارة، والاستياء الذي يخلفه انعدام المكيفات الهوائية لدى المرضى والمواطنين على السواء، وفي هذا الصدد اكد "محمد.د" احد المصابين في إحدى حوادث السير بمراكش : "ما حيلتي للكسر اللي في رجلي، ولا للصهد أخويا بالصبيطار".
كما اكد احد الأطر الطبية ل"كود" نستقبل المئات من الحالات من مراكش والمناطق المجاورة، الحرارة تشكل عائقا آخر للقيام بالواجب المهني أحسن قيام، لكن مع ذالك نحاول رغم الاكراهات وعدم توفرنا على الوسائل الضرورية، التي من شانها تحسين ظروف استقبال المرضى، توفير العناية اللازمة للمرضى والمصابين، هذا مع العلم ان مراكش لها صبغة خاصة، تتمثل في كونها صورة المغرب خارجيا باعتبارها محورا للسياحة الوطنية.
وخلال زيارتنا لقسم المستعجلات كذالك وقفت "كود" على حالة مواطنة مقيمة بالخارج أصيب ابنها بجرح بالة حادة في احد المسابح بمراكش، والتي قررت بعد طول انتظار، مغادرة قسم المستعجلات رفقة ابنها في اتجاه إحدى المصحات الخاصة والقريبة من ابن طفيل، وعندما طرحنا عليها سؤالا في السبب الذي دفعها إلى ذالك، قالت "فاطمة.س": ماعرفتش واش هدي مستعجلات ديال مدينة كمراكش ولا غير شي صبيطار ديال الحومة".
النقص الكبير في (البرونكار) لنقل المرضى، يجعل سيارات الإسعاف تنتظر لساعات طويلة أمام قسم المستعجلات حتى تتمكن من استرجاع (البرونكار) الخاص بها، والحالة الكارثية لبعض الأقسام والتي تفوح منها روائح كريهة تزكم الأنوف، تساهم درجة الحرارة في وصولها إلى الباب الرئيسي للمستعجلات، الفوضى وصداع أقارب المرضى وأنين المصابين، ودرجة الحرارة التي تتعدى 49 داخل القسم، كلها عوامل عجلت بمغادرتنا مستعجلات ابن طفيل، وجعلتنا نطرح عدة تساؤلات، اهمها متى ستتوفر مراكش على قسم للمستعجلات تتوفر فيه الشروط المتعارف عليها دوليا، ولاسيما باعتبارها قاطر السياحة الوطنية، ولكونها وجه المغرب بالخارج.