شهدت مختلف مناطق المملكة، على مدى أربعة أيام المنصرمة، (من الاثنين إلى أول أمس الخميس)، ارتفاعا في درجة الحرارة، تسبب في مضاعفات لمرضى الربو وارتفاع الضغط، وأسفر عن دخول مواطنين إلى أقسام المستعجلات لتلقي العلاجات الضرورية. وحسب مصادر "المغربية"، فإن قسم الجهاز التنفسي بمستشفى ابن رشد بالدارالبيضاء استقبل، الاثنين المنصرم، حوالي 40 مصابا بمرض الربو والحساسية، نتيجة ارتفاع درجة الحرارة، مؤكدا أن هؤلاء المصابين لم يتحملوا موجة الحر. وأفاد عبد العزيز عيشان، اختصاصي أمراض الحساسية والالتهابات التنفسية، ل"المغربية"، أن مصلحة الأمراض التنفسية في مستشفى 20 غشت تستقبل يوميا ما بين 30 إلى 40 حالة إصابة بصعوبات في التنفس، بين مارس ويونيو، بسبب تأثرهم بالحساسية للقاح الأزهار، وزيادة ارتفاع درجة الحرارة. وذكر عيشان أن المصلحة تستقبل، خلال هذه الفترة، حالات اختناق التنفس، وتعفنات بالقصبات الهوائية، موضحا أن أكثر الإصابات بمشاكل التنفس، خلال الفترة المذكورة، تسجل لدى الأطفال والمسنين والمصابين بأمراض مزمنة، كالسكري، والكلي، وأمراض القلب وارتفاع الضغط الدموي. وذكر عيشان أن مرض الربو يعد من الأمراض التنفسية، التي تتسبب في العديد من المشاكل في الجهاز التنفسي، وتجعل المريض في مواجهة شرسة مع صعوبة التنفس، نتيجة تأثر الرئتين بمهيجات خارجية تدخل إليها خلال عملية الاستنشاق، سيما عندما يكون الهواء مشبعا بالكثير من الأجسام الدقيقة كالغبار. من جهة أخرى، شهدت مدينة مراكش وضواحيها موجة من الحرارة المرتفعة، منذ الأحد الماضي، بلغت 46 درجة. وقال هشام نجمي، مدير مستشفى ابن طفيل التابع للمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بمراكش، إنه لتفادي المضاعفات السلبية لدرجات الحرارة المرتفعة، شهدت المؤسسات الاستشفائية تعبئة كبيرة وسط أطرها، لاستقبال المرضى الذين عانوا ضيق التنفس بسبب الحرارة٬ فضلا عن إعداد برامج تحسيسية حول مخاطر ارتفاع الحرارة لدى الشباب والمسنين، لمساعدتهم على تجاوز هذه الفترة الحرجة بالنسبة إليهم. أما مدينتا زاكورة وورزازت فعرفتا بدورهما ارتفاعا في درجة الحرارة بلغت أزيد من 46 درجة. وقال عبدالله البويني، مدير مستشفى زاكورة والمندوب الإقليمي لوزارة الصحة، فصرح ل"المغربية، إنه، رغم تعود سكان المناطق الجنوبية على ارتفاع درجة الحرارة، إلا أن المستشفى يعبئ الطاقم الطبي بقسم المستعجلات لاستقبال الحالات المستعجلة . وأضاف البيويني "رغم ارتفاع درجة الحرارة، لم تشكل أي خطورة بالنسبة للمواطنين، ذلك أن قسم المستعجلات لم يسجل أي حالة أو إصابة في صفوف مرضى الجهاز التنفسي، علما أن سكان تلك المناطق تأقلموا مع ارتفاع درجة الحرارة". ومن الحسيمة، قال مندوب وزارة الصحة، ل "المغربية"، إن المندوبية جندت طاقما طبيا كبيرا من أجل استقبال الحالات المستعجلة، ولم تسجل أي حالة، مضيفا أن هواء وجو مدينة الحسيمة يختلف عن باقي المدن الساحلية، ولا يؤثر على صحة المواطنين.