لا حديث للمغاربة هذه الأيام في جميع أماكن "النبوبي" المتاحة، من الحمام البلدي إلى الفيس بوك، سوى على الهيلالة اللي نايضة ما بين حزب الاستقلال وحزب العدالة والتنمية، بخصوص قرب تفعيل أصحاب شباط تهديداتهم بالانسحاب من الحكومة. والحقيقة المرة هي أن عموم الناس لا يهمهم بقاء وزراء شباط أو رحيلهم، كما أنهم لا يعيرون أدنى اهتمام بمن سيتم تعويضهم، واش بالحمامة او بالتراكتور او حتى بالبندير كاع، لانه ببساطة شديدة، عموم الناس أصبحت لا تفرق ما بين السياسيين المغاربة، نظرا لتشابه الخطاب والممارسة الانتهازية لجل النخب السياسية التي تعاقبت منذ فجر الاستقلال إلى اليوم على تدبير الشأن العام. المغاربة في هذه الأيام العجاف ديال الحرارة وقلة لفلوس، همهم هو غلاء المعيشة، وخاصة مع قدوم شهر رمضان، ومع استمرار تردي الخدمات العمومية في المستشفيات، والفشل الغير المسبوق للمدرسة العمومية، وذلك من خلال النتائج الكارثية لتلاميذة الباكلوريا، ومع غياب الشغل للشباب واستفحال البطالة في صفوف حاملي الشهادات العليا بنسب تثير الفزع، وبالاضافة الى ملف مهم كان هو الدافع الأول في اختيار جزء من المغاربة التصويت على البجيدي، هو رفعه لشعار تخليق الحياة العامة ومحاربة الفساد المستشري في تدبير المؤسسات العمومية، ومع غياب أي إرادة سياسية للحكومة ديال البجيدي في الكشف عن المال المنهوب من طرف من اسماهم بنكيران "بفلول الفساد"، وذلك في أكثر من تجمع انتخابي خلال طوافه في الانتخابات التشريعية لنيل سباق الوصول الى رئاسة الحكومة، ومع لجوء أغلب زعماء حزب "لامبة" الى تهريب العجز الحكومي الى ما يسمى بمعركة الهوية، جعل من عموم الكتلة الناخبة، وعلى قلتها، لا تفرق ما بين الاكباش التي تتناطح في المشهد السياسي، عبر التصريحات والتعليقات المضادة، في صراع حضرت فيه كل أنواع السباب والشتائم، لكن غاب فيه هم الدفاع عن المصلحة العامة. العجيب أن النخب التي تبحث عن حل للأزمة الحكومية في دكان "مزوار"، تمارس نوعا من الاستبلاد والاحتقار لذكاء المغاربة بشكل غير مسبوق، فكيف اسس اسي بنكيران حملته الانتخابية على التهجم على صلاح الدين مزوار واتهامه بالفساد وسوء التدبير أثناء توليه وزارة المالية في حكومة عباس الفاسي؟ ويأتي اليوم لكي يستنجد بحمامته من أجل ان ينقذ أغلبيته الحكومية الغارقة في بحر تبادل الاتهامات الخطيرة وعلى مستويات قياداتها وليس فقط قواعدها. والأخطر من كل هذا، أن هناك قضية في المحكمة، أطراف نزاعها هما البيجدي وحزب الحمامة، بخصوص فضيحة تبادل الغنائم ما بين مزوار وبنسودة خازن المملكة. ومع كل هذا العبث الذي تعرفه الأغلبية وما يطرح من بدائل لتعويض شباط بزعيم التحالف البائد لجي ثمانية، يبدو أنني مجبر على إسداء النصيحة لبنكيران، وذلك من اجل ان يعوض حزب الميزان بحزب البندير، لأن المغاربة في أمس الحاجة للترفيه في هذا الحر ومع قلة الدخل وغياب الأمن واستفحال الجريمة..فنحن المغاربة لا صيف لنا بدون أعراس، فلما لا يختار بنكيران، بعد كل هذا البؤس والغم الذي عم البلد في ظل حكومته، ان ينشر القليل من الفرح في أوساط الشعب وذلك بالتحالف مع حزب "البندير" وترك الحمامة في عشها بعيدة عن حر"العيشة" والجو، ويرحمنا بنكيران ولو لمرة واحدة، لكي لا نحس على الأقل أننا فقط مجموعة من البلداء يتم التلاعب بهم في كل مرة من طرف نخب، تتبادل السباب نهارا في ما بينها وتلتقي ليلا للسهر والمرح في حفلات عشاء فاخرة.