الحْمامة ولّات لامْبة؟ بعد الإعلان عن نتائج الإنتخابات التشريعية النهائية، تصدر حزب العدالة والتنمية المشهد السياسي، وحقق المغرب رهانين كبيرين، رهان الدولة ورهان الشعب.. فالدولة راهنت على وصول حزب جديد إلى الحكم لقطع الطريق أمام أنصار شعار: «ما شفنا والو، ما كلنا والو»، وإخماد الأصوات الفبرايرية المطالبة بتخليص البلاد من أحزاب أخطأت وأفسدت واستبدت.. والشعب ممثلا في الذين ذهبوا إلى صناديق الاقتراع راهن على حزب جديد لم يخطئ بعد، ولم يفسد بعد، ولم يستبد بعد، من أجل قيادة البلاد نحو التغيير. وبالتالي سيكون وزراء عبد الإله بنكيران مدعوين إلى الوفاء بوعودهم الإنتخابية التي لخصها شعار: «صوتنا فرصتنا ضد الفساد والإستبداد»، فإما أن تفي الحكومة الجديدة بوعودها، وإلا... خلينا غير في الرياضة، واش وزير الرياضة غادي يكون من العدالة والتنمية؟ ما نعرف.. حيت ماشي العدالة والتنمية بوحدها اللي غادا تشكل الحكومة، راه قالوا بلي غادا تدخل معاهم أحزاب الكتلة حتى هي. ناااري، على هاد الحساب غادي من بعد نسمعوا بنكيران كيتشكى من جيوب المقاومة اللي كتعارض تعليمات رئيس الحكومة، كيف ما كان كيتشكى السي عبد الرحمن اليوسفي. لا، ما نظنش.. حيت اليوسفي كان كيصدر التعليمات، أما دابا مع بنكيران ما كاين غير الفتاوى، حرْرْررْبَش شي واحد يعارضها. بات الرياضيون المغاربة يتطلعون إلى إسم الوزير الجديد الذي سيكون بالتأكيد منتميا إلى العدالة والتنمية أو على الأقل منفذا لتعليمات زعيم هذا الحزب الإسلامي كما تقتضي الأعراف الديموقراطية، ومن المنتظر أن يكون مختلفا عن الوزير منصف بلخياط ذي التوجه الأمريكي الليبرالي، فبعدما أعلن التحالف من أجل الديموقراطية الذي يقوده حزبا الأصالة والمعاصرة والتجمع الوطني للأحرار خيار المعارضة، تأكد رسميا خروج السيد بلخياط من الحكومة كوزير للشباب والرياضة، وكم سيكون مثيرا للحزن رؤية وزير قدّم نفسه طيلة ولايته كوزير إستثنائي لا يمكن الإستغناء عنه بسرعة يجمع مرغما أوراقه وصوره وأشرطته من مكتبه الحكومي، ويخلع هيبته الوزارية لينزل من الدروج ككل المواطنين خارجا من الباب نحو الشارع، يا للدنيا الغدارة! لقد أتى الوقت ليذوق منصف بلخياط من نفس الكأس التي أذاقها لسابقيه حين سجّل باسمه إنجازات خطط لها وزراء سابقون قبله، وعاشوا بدايتها، لكن لم يكتب لهم أن يشهدوا خروجها إلى الوجود.. وها هو القدر يعيد لعبته؛ فقريبا جدا، سيجد منصف بلخياط نفسه وحيدا أمام شاشة التلفزيون يتابع وزيرا غيره بلحية خفيفة يتباهى شخصيا في ندوة صحفية بتنظيم المغرب لتظاهرات قارية وعالمية دون أن يذكر إسم منصف على لسانه، بالتأكيد سيكون الأمر صادما جدا، لأن منصف بلخياط ظل يُروّج بأنه هو من كان وراء فوز المغرب بشرف احتضانها ويوحي دائما بأن مهمته لم تنته بعد. أجي، راه يقدر بنكيران يخلّي منصف بلخياط وزير ديال الرياضة. ما يمكنش، حيت بلخياط من حزب الحمامة، وهاد الحزب اختار المعارضة من دابا. حتى حاجة ما بعيدة، ياك منصف بلخياط ما عمْرو كان في شي حزب حتى بغاو يديروه وزير عاد داروه في حزب التجمع؟ عندك الحق، اللي خلى «والو» شحال هادي يولّي «حمامة»، راه يخلّي دابا «الحْمامة» تْولّي «لامْبة». نافذة دابا ما كاين غير الفتاوى، حُرْرْرْبَش شي واحد يعارضها