لم يتمالك عبيقة نفسه وهو يعيد على أصدقائه سرد ما تابعه على شاشة دوزيم· فبين كل جملة وأخرى كان لا يتوقف عن الضحك، يضحك يضحك يضحك حتى يسقط على ركبتيه قبل أن يعود إلى الكرسي ويستغفر الله مرددا: الله يخرج هاد الضحك على خير· وادابا أعبيقة قول لينا آش شفتي؟ شفت الوزير كيدوي في التلفزة هو يقتلني· وما الوزاراء كيقتلو؟ إيه، إيلا ما قتلوك بالفقصة يقتلوك بالضحك· كان عبيقة يتحدث عن وزير الشباب والرياضة من خلال برنامج تلفزيوني أطل منه، ولأن المحيطين به لم يشاهدوا البرنامج، فقد شدهم فضول كبير لمعرفة ما قال السيد منصف بلخياط تلك الليلة· طبعا، هم يعرفون أن عبيقة قد لا يستوعب كل كلام الوزير غير أنهم يعلمون تماما أنه لا يكذب (يعني عبيقة ما شي الوزير)· حكى عبيقة أنه انفجر ضاحكا حين تحدث الوزير عن مخططاته لإنقاذ الرياضة المغربية، وقال إنه بصدد إنشاء مراكب جديدة، وهو يقصد طبعا مركبات رياضية جديدة· وحتى هادي كتضحك؟ راه هادي غير زلة لسان· الوزير طولانطي وقاري، هو نيت كيقصد المراكب يعني الفلوكات· واش هادا وزير الرياضة ولا وزير الصيد البحري؟ هاد الفلوكات اللي كيدوي عليهم ماشي ديال الصيد، ديال الحريگ· يؤكد عبيقة أن الوزير حين نطق بال المراكب بدل المركبات لم يكن مخطئا أو تعجنات ليه الهضرة في فمو، بل فعلا كان يقصد المراكب يعني الفلوكات· فالرياضة المغربية مثل سفينة التيتانيك التي تغرق وهي تحمل على ظهرها المسؤولين وكحل الراس·· والجميع لا يفكرون إلا في النجاة· لكن بدل أن يفكر المسؤولون عن السفينة في كيفية إنقاذها من الغرق، نجدهم يخططون ليضعوا إستراتيجية لإنقاذ أنفسهم فقط من الهلاك· وتنبني هذه الإستراتيجية على إنشاء المزيد من المراكب تحملهم بعيدا عن المحاسب والغضب الشعبي· وزاد الوزير قتلني بالضحك، ملي قال: أنا ملي جيت للوزارة، أول حاجة درتها هي قريت الرسالة الملكية· مزيان· هادا وزير قافز، لأن الرسالة الملكية لو لقات اللي يقراها النهار اللول كون راه حنا بيخير· الرسالة داز عليها أكثر من عام وعاد دابا وصلاتو؟ ما لو ما قراهاش شحال هادي؟ حيت كانت نوال المتوكل سادة عليها في البيرو ديالها· يؤكد عبيقة أن الوزير منصف بلخياط هنأ الوزيرة السابقة على كل الإنجازات والتضحيات الكبيرة التي قدمتها للقطاع الرياضي في ظرف سنة، وفي نفس الوقت قال إنه وضع إستراتيجية جديدة باسمه تعكس تصورا جديدا للحكامة والتدبير والشراكة (وافهم أنت شي حاجة؟)، ثم قال إنه وضع هذه الإستراتيجية للنهوض بالقطاع الرياضي في المغرب من وحي الرسالة الملكية التي قرأها بتمعن مباشرة بعد توليه منصب الوزارة· مزيان، ألا يعني هذا الكلام ضمنيا أن الوزيرة السابقة نوال المتوكل ما قراتش الرسالة وبقات عاطياها غير للجري من دولة لدولة؟أما الواعرة كما يحكي عبيقة هي حين قال إن له كمواطن له الشعورات· ويقصد المشاعر، لكن كوزير له الحكمة والعقل· ولهذا عندما قال في البرلمان إن الطفل الذي اقتحم مباراة المغرب والكامرون برد ليه الغدايد، فقد قال ذلك باعتباره مواطنا وليس وزيرا· يعني كاين الفرق، إيلا هضر كمواطن ما تديوش عليه، ويلا هضر كوزير طلق ودنيك· هي ملي يدوي شي نهار خاصنا نسولوه: واش اللي كيهضر السيد الوزير ولا خونا المواطن؟ بلا ما تسولو· إيلا قال شي هضرة كتفرح، عرف غير المواطن اللي كيهضر، وبلا ما تدي على هضرتو· وعلاش ما نديوش على هضرتو؟ خاصنا نبداو نديو شوية على هضرة للمواطنين· أشنو؟ كتقلب على الحبس؟ ناري، هاديك راه سميتها الديموقراطية· نافذة إيلا ما قتلوك الوزاراء بالفقصة يقتلوك بالضحك