غريب أن يعلن صاحب شركة، يتعلق الامر بسعيد الشقروني، صاحب شركة نيت لأشغال البناء والتجهيز،عن تنظيم ندوة صحفية يرمي فيها إلى الكشف عن ملفات رشوة وفساد، ولا تستنفر الأجهزة والإدارات المعنية بما سيصرح به المعني بالأمر... سباتها لا علاقة له بنظافة يد مسؤوليها، أو مرض وحمق أصاب صاحب الندوة... إنه فقط التطبيع الكلي مع هذا الفساد، شكل من التبجح والصفاقة وهو يعلن في وجه المتضرر وفي وجه المجتمع برمته: أن جري طوالك نظم ندوته الصحافية كي يعلن للجميع أنه كان عليه أن يمد رشوة بمبلغ 40000 درهم للمراقبة المالية المكلفة بالتأشير على صفقات المكتب الوطني لسلامة المنتجات الغذائية التابع لوزارة الفلاحة، كي تفرج له عن مقابل فواتيره الخمس البالغة قيمتها 420 مليون سنتيم والمؤشر عليها من طرف مكتب مراقبة الأشغال والمهندس المعماري موضوع الصفقة رقم 109/2010... لم تفرج عن ما بذمة الدولة لأنه تعنت في دفع هذه الإتاوة، مما اضطره إلى رفع شكاية لدى وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية الذي أحال الملف إلى قاضي التحقيق... ولا زال صاحبنا ينتظر.
في اتصال "كود" بوزارة الفلاحة اكدت ان الوزارة قاضت المقاول وان القضية معروضة على القضاء، كما رفضت التعليق على ما سمته "اتهامات لا دليل عنها، محتفظة بحقها في مقاضاة رجل الاعمال مرة اخرى". واوضح مصدر ل"كود" ان هناك مشاكل متعلقة بالمسطرة وان الوزارة كانت ستؤدي ما بذمتها لولا انها توصلت باستدعاء من المحكمة
القضية الثانية كانت أخطر بكثير من الأولى، وذلك حين رست على شركته الصفقة رقم 121/2010 المتعلقة بتهيئة إعدادية المحيط بالرباط، حين اصطدم بامتناع المهندس المكلف بتتبع الأشغال عن توقيع فواتيره إلا إذا مكنه من نسبة معينة منها، مما جعله ينصب له كمينا في مدينة فاس، ألقى على أثره رجال الشرطة القضائية القبض على المهندس وهو متلبس بتحصيل مبلغ 70000 درهم كرشوة، حيث تم تقديمه أمام السيد وكيل الملك الذي أطلق سراحه بكفالة 20000 درهم، مع حجز مبلغ الرشوة لا زال الملف رائجاً إلى اليوم أمام المحكمة منذ ما يزيد عن ثلاثة سنوات... دون أن يتمكن من تحصيل مستحقاته ودون أن يحرر مبلغ الرشوة
القصة الثالثة التي يسردها، تتعلق بالصفقة رقم 1/2010 والتي يتهم المهندس المعماري أيضا بمطالبته بمبلغ على سبيل رشوة حددها له في 11 مليون سنتيم، مقابل توقيعه على فواتير انجازه للخدمات التي كان مكلفا بها... هذا الملف كان موضوع شكاية قضائية بدوره، أحيل على التحقيق
المقاول، وهو يبسط حالات واضحة من الفساد يساءل بنكيران عن جدية وعوده في محاربة الفساد الحقيقي، ويشير بأصبعه إلى التماسيح التي يحسها بنكيران لكنه يرفض أن يراها... يستغرب للمهندس المعماري الذي يطالبه بإحضار الرشوة "في القصبة" دون أن يخشى شيئا، ويستغرب من جامع معتصم، الذي يتجول في إطار سراح مؤقت، عن موضوع فساد، كيف لا يريد استقباله أو الحديث معه في الهاتف
يستغرب أيضا كيف تصرخ مراقبة مالية في اجتماع مع مسؤولين أنها لن تذهب وحدها إلى السجن، وأنها ستصاحب معها الجميع... يستغرب أكثر كيف يطلب منه الأمين العام للحكومة، السيد الضحاك، انجاز خبرة قضائية تؤكد الأشغال التي أنجزها، ويقوم بذلك ثم يتنكر لوعده له بأداء مستحقاته
المقاول سرح جميع العمال، وكذا المهندسان اللذان اضطرا للبحث عن شركة أخرى للعمل بها... يصرح في الندوة، أنه كان عليه أن يعطي الرشوة.