غدا قد لا يستلم 18 ألف موظف ببلدية الدارالبيضاء أجورهم. غدا قد تتوقف الشركات عن جمع 3200 طن من الأزبال من شوارع الدارالبيضاء. غدا قد تطفأ الأنوار في 98 ألف مصباح بأحياء ودروب البيضاء. غدا قد تحجز المحكمة على 29 سوقا بدليل بالبيضاء لبيعها في المزاد لتسديد مستحقات الدائنين. غدا قد تتوقف الأشغال في الأوراش التي قدمت للملك ليبارك تدشينها بالبيضاء... هذه الوقائع الصادمة التي قدمناها ليست ترفا صحفيا، بل هي قضية تؤرق كبار مسؤولي الدولة بعد أن تحفظت وزارتا الداخلية والمالية على إعطاء الضوء الأخضر لميزانية الدارالبيضاء (حوالي 220 مليار سنتيم!) لسنة 2012. إذ رغم مرور خمسة أشهر على انطلاق السنة المالية في يناير 2012، فإن الدارالبيضاء قد لا تتوصل بالفيزا على ميزانيتها لهذه السنة بسبب إلحاح الدائنين على استخلاص ديونهم «دابا»، والبالغ مجموعها 180 مليار سنتيم. ومن أشهر الفاتورات السوداء التي أثارت حنق سلطات : المركز نذكر (1 مطالبة مكتب علي الفاسي الفهري بمستحقاته التي لم تسدد منذ عهد «لاراد»، إذ لما أبرمت الدولة العقدة مع «لا ليونيز ديزو» التزمت السلطات بتسوية ديون المكتب الوطني للكهرباء، وهو ما لم تف به مما جعل هذا المكتب يهدد بالقطع إن لم يتوصل بحقوقه «دابا»، وهي ديون تقدر ب80 مليار سنتيم مستحقة على بيع «الضو» للمدينة.
2) تهيئة خليج البيضاء لبناء مسجد الحسن الثاني، وهي التهيئة التي كانت كلفتها تتولى تسديدها وزارة المالية منذ حكومات الفيلالي واليوسفي وجطو وعباس عبر تحويل الاعتماد إلى خزينة البيضاء. لكن لما وصل الإسلاميون إلى الحكم قاموا بقطع الإمدادات وطالبوا الدارالبيضاء بتسديد 40 مليار سنتيم، علما بأن المهدي برادي لما كان مديرا عاما لوكالة «لاراد» كان يحتج على تهريب عقار كورنيش مسجد الحسن الثاني من «لاراد» لمنحه لصندوق الإيداع والتدبير عملا بمقولة «أنا (أي «لاراد») من جهزت الخليج ب 90 مليارا وهيأت العقار البحري ولا يعقل أن يتم منح الأرض «فابور» لصندوق «السيديجي» ليبني المارينا بالملايير ويلهف الأرباح على حساب مزاليط البيضاء». لكن وجاهة طرح المهندس برادي لم تلق سوى الاستهجان من طرف الساقطين والفاشلين. وها هي صيحة المهدي برادي تسائل اليوم كل غيور على «العدالة الاجتماعية». إذ لا يعقل أن تتولى مدينة البيضاء صرف مستحقات تجهيز الكورنيش الجديد بأموال الفقراء «ليهرف» عليها صندوق الإيداع والتدبير ليبيع شقق المارينا بالملايير بدون أن يسدد الديون!
3) شركات النظافة أشهرت العصيان بعدم الاستمرار في أداء مهامها ما لم تتوصل بمستحقاتها (حوالي 30 مليار سنتيم) المتراكمة منذ منح حق التدبير المفوض لهذه الشركات منذ حوالي ست سنوات. ولنا في مدينة «نابولي» الإيطالية خير مثال. إذ أدى تراكم الأزبال إلى تدخل الجيش الإيطالي لجمع النفايات. فهل يعقل أن نستدعي الجيش الملكي من الحدود ليجمع «حريرة»المنتخبين والسلطة المحلية بالبيضاء؟
4) شركة «ليدك» هي الأخرى لم تتوصل بمستحقاتها منذ سنوات عن الأشغال المنجزة لفائدة المدينة (حوالي 7 مليار سنتيم) أو عن مصاريف استهلاك الماء والإنارة بالمباني الإدارية والمقاطعات والحدائق والإشارات الضوئية والإنارة العمومية (حوالي 23 مليارا).. أي أن «ليدك» تنتظر في المجموع تسلم 30 مليار سنتيم لم يبرمجها المجلس «الموقر» منذ مدة.