واجهة اخرى فتحت بين محيط الملك وبين وزير في حكومة عبد الاله بنكيران، فبعد الصراع بين رئيس الحكومة وبين هذا المحيط وكان من اكثر اشواطه اثارة اصدار بنكيران لبيان اعتذار قال عنه بعد ذلك انه كان لقطع الطريق على الخصوم، صعد الى السطح صراع هذه المرة على الديبلوماسية، فمع اقتراب تعيين سفراء جدد، تحرك اتباع الطيب الفاسي الفهري مستشار الملك والذين مازالوا في الوزارة، فقد نقلت يومية "المساء" ان سعد الدين العثماني وزير الخارجية والتعاون منزعج جدا مما سمته اليومية "الخرجات غير المبررة للوزير المنتدب في الخارجية يوسف العمراني، ما يغضب العثماني هو ان العمراني يقدم نفسه وكأنه "الوزير الفعلي" للخارجية وليس وزيرا يعمل تحت امرة العثماني، واضافت الجريدة وفق مصادر مقربة من العثماني ان العمراني تصرف اكثر من مرة في ملفات ليست من اختصاصه، وتحدثت عن "جهات تضغط" كي يكون للخارجية رأسين. اثارة هذا الموضوع في هذا التوقيت ليس بريئا فهذه الايام يتم اعداد قوائم السفراء الجدد، وعلمت "كود" ان بصمة اتباع الطيب الفاسي الفهري في الخارجية مازالوا يتحكمون في وضع مثل هذه اللوائح، ويحسب يوسف العمراني على هذه الفئة وان كان قد اختلف في فترة من الفترات مع رئيس الدبلوماسية السابق، لكن بعد عودته الى الوزارة قوى علاقاته خاصة مع ثلاث مدراء مركزيين حاربوا العثماني واعتبروه دخيلا لا يفقه في الديبلوماسية واستغلوا بعض هفواته، كما ان استمرار ناصر بوريطة كاتبا عاما للوزارة ساهم في تقوية جناح الطيب الفاسي الفهري في الوزارة فهذا المسؤول كان يعد من اقرب رجالاته. هناك امثلة على هذا التوثر بين جناج المحيط الملكي الذي يمثله اتباع مستشار الملك الطيب الفاسي الفهري وبين سعد الدين العثماني، فقد اشتكى سفير المغرب في مدريد ولد سويلم مرارا من تصرفات هذا الجناح غير المفهومة، وعلمت "كود" ان السفير التقى اخيرا سعد الدين العثماني وسرد له المشاكل التي تواجهه ليس من قبل الاسبانيين بل من قبل مسؤولين في الخارجية، خاصة من قبل ناصر بوريطة ويوسف العمراني. ولد سويلم كان يعبر عن غضبه من تصرفات هؤلاء بقطع هاتفه لايام يتأمل في الصحراء مثال آخر على هذا الصراع الخفي حول الديبلوماسية يظهر في حضور الطيب الفاسي الفهري في مؤتمر القمة الاسلامية بجدة اخيرا، فالوفد المغربي ترأسه الامير مولاي رشيد وما كان للطيب الفاسي الفهري ان يحضره مادام وزير الخارجية والتعاون حاضرا فيها، لكن يبدو ان جهات تحاول ان لا يسرق العثماني النجومية جبهة اخرى فتحت في اطار الصراع بين مؤسستين دستوريتين، وهو ما يعتبره بعض الملاحظين السياسيين امرا عاديا في اول تجربة للتعايش بين الملكية ورئاسة الحكومة في ظل دستور جديد