"La política no se aprende, la política se comprende, y solamente comprendiéndola es posible realizarla racionalmente." J.D. Perón كان للأرجنتين زعيما تولى فيها رئاسة الجمهورية لثلاثة فترات بين الأربعينيات و منتصف السبعينيات يدعى دومينغو بيرون. بالإضافة إلى دوره السياسي المفصلي في تاريخ بلاده المعاصر كان كاتبا مرموقا و عسكريا متميزا، امتد تأثيره حتى بعد وفاته بفضل زوجته المحبوبة جماهيريا إيفيتا بيرون و من خلال حزب سياسي يتبنى أفكاره و نهجه (Partido justicialista) لا زال يلعب دورا محوريا على الساحة الأرجنتينية. معظم رؤساء البلد الفضي في العقود الأخيرة هم من أتباع نهجه ابتداء من زوجته إيفيتا مرورا بكارلوس منعم السوري الأصل و وصولا إلى الزوجين كريشنر. من أشهر مقولاته "إن السياسة لا تُدرّس بل تُفهم..." و أتفق معه في ذلك إلى حد بعيد مع عدة تحفظات، بالتأكيد أن ممارسة السياسة و ما تعلق بها من الأنشطة الدائرة في فلكها كالإعلام التحليلي مثلا، يصعب الإقتصار فيها على مجموعة مبادئ و مناهج العلوم السياسية الجامدة أو على دروس كليات البوليتولوجيا (Politología)، تزكية لماقولة بيرون يكفي أن نتفحص حولنا مجموعة من الساسة الناجحين البارزين بذكائهم الحاد و حسهم السياسي الفطري، و الذين لا يميزون بالضرورة بين الثورة و الثروة، العمومي و الخاص و لم يسمعوا عن ماركس أكثر من كونه "شخصية كافرة". شبيهة بأبي لهب... ولكنه على الرغْم من أهمية الموهبة توجد معارف تكميلية لا يمكن أن يتطور السياسي كثيرا قبل الإرتواء بها، أولها الفهم العميق للتاريخ بتفاصيله الدقيقة، ثم المعارف الجغرافية لأن مفاتيح الحاضر السياسي صُكَّتْ خلال أحداث الماضي و أملتها جغرافية و خرائط هي أكثر العناصر ثباتا في بحار السياسة الهوجاء. إنها المجداف الأمثل و نقطة الإرتكاز الرئيسية لكل تحليل و فهم. و بالكلام عن الأرجنتين، ما كان ميسي ليكون على رأس لاعبي كرة القدم عبر العصور لو اكتفى بفهمه الخارق لللعبة و أسرارها، بل زكّى ذلك بالتمارين، الاستفادة من التجارِب (التاريخ)، دراسة أرضية الملعب و أماكن تواجد الخصوم قبل و خلال كل مواجهة (الجغرافية) فصقل موهبته الفريدة واكتمل...و الكمال لله. La política no se aprende, la política se comprende, y solamente comprendiéndola es posible realizarla racionalmente." J.D. Perón