أعطى ابراهيم الفاسي الفهري الإبن المدلل لوزير الخارجية تعليماته للجنة المنظمة لمنتدى ميدايز التابعة لمعهد أماديوس الدي يرأسه بمنع الصحافيين من حضور افتتاح المنتدى الرابع لميدايز المزمع تنظيمه في الفترة الممتدة بين 16 الى 19 نونبر الجاري بمدينة طنجة .وهو القرار الدي أثار حفيظة واستياء مختلف وسائل الإعلام المحلية والوطنية التي دأبت على تغطية أشغال هدا اللقاء السنوي الدي تحتضنه عاصمة البوغاز. وخلال هده السنة أعلن معهد أماديوس في موقعه الإلكتروني عن مجموعة من الشروط والضوابط التي يجب ان يتوفر عليها كل من يريد مواكبة هدا العرس السياسي وخاصة بالنسبة للصحافيين الدين يشكلون مصدر ازعاج لهدا المنتدى حيث تقرر منعهم من حضور حفل الإفتتاح الدي ترافقه مأدبة عشاء فاخر على شرف المدعوين تصرف من جيوب المقهورين ودافعي الضرائب في هده البلاد التي تعيش حاليا على إيقاع صفيح ساخن
كما أعلن معهد أماديوس أن حوالي 200 شخصية سياسية واقتصادية، ورؤساء حكومات ينتمون إلى 80 بلدا، سيشاركون في هده النسخة الرابعة.
وفي ندوة صحفية بالمناسبة صرح ابراهيم الفاسي الفهري، رئيس المعهد.وقال إن الأحداث المتواترة في العالم العربي فرضت تكييف موضوع المنتدى في نسخته الرابعة، بما يجعل من الربيع العربي محورا أساسيا له
المنتدى سيعرف مشاركة شخصيات عاينت وعاشت أحداث الربيع العربي، مما سيضفي عليه أهمية خاصة. وأبرز أن النقاش سينصب حول تداعيات تلك الأحداث، على المستوى الجيو- سياسي، مؤكدا أهمية عقد منتدى ميدايز، قبل حوالي أسبوع من الانتخابات التشريعية المزمع تنظيمها في 25 نونبر.
وقال ابراهيم الفاسي الفهري إن استقطاب شخصيات سياسية وازنة، وزعماء حكومات في هذه الفترة، إنما يعكس مصداقية المغرب، في ظل الإصلاحات السياسية والدستورية التي باشرها، وانخراطه في مسلسل الدمقرطة والانفتاح.
وسيشكل المنتدى فرصة للعودة إلى الأحداث التي عرفتها بلدان تونس ومصر، وليبيا، والتي أدت إلى سقوط أنظمة بن علي، ومبارك، والقذافي، مع تقييم الأسباب والخلفيات، والتداعيات، واستشراف الآفاق المستقبلية لتلك البلدان.
وسيستضيف المنتدى شخصيات عربية وأجنبية، من طينة صائب عريقات، ومحمود جبريل، عضو المجلس الانتقالي الليبي، ووزير خارجية تركيا، ووزير خارجية مصر، ووزير المالية التونسي، ومسؤولون أردنيون ومن البحرين، والأمين العام للجامعة العربية، إلى جانب الطيب الفاسي الفهري، وزير الشؤون الخارجية والتعاون، وجمال أغماني، وزير التشغيل والتكوين لمهني، وشخصيات أخرى.
وسيناقش المشاركون، بالخصوص، الوضعية السياسية الراهنة في البلدان التي عاشت الربيع العربي، وقضية تمويل الانتقال الديمقراطي، والرهانات الأمنية، إلى جانب تعميق النقاش حول الاختلالات التي عانتها تلك البلدان، على المستوى السياسي، وتدبير الشأن العام، وكذا على مستوى التربية والتكوين، في علاقته بالتشغيل.
وبالإضافة إلى موضوع الثورات العربية، سيسلط منتدى ميدايز الضوء، كذلك، على الوضع الاقتصادي، خاصة في الاتحاد الأوربي، وأزمة اليورو، وتطورات القضية الفلسطينية، إضافة إلى عدد من المواضيع التي تهم بلدان الجنوب. هدا ومن المنتظر أن تغص ساحة الأمم في قلب مدينة طنجة بعشرات المحتجين الذين سيأتون من مختلف أحياء المدينة، و من مدن أخرى.
ليرفعوا أصواتهم عاليا للتنديد بمعهد "أماديوس" ومؤتمر "ميدايز" الذي ينظمه ابن وزير الخارجية ويستدعى له شخصيات صهيونية للمشاركة فيه. ويبدو أن شعارات المحتجين الذين سيمثلون مختلف التيارات السياسية والمدنية والفكرية الرافضة للتطبيع وكدلك حركة 20 فبراير التي ستنزل هي الأخرى بثقلها هده السنة . ستصل رغم بعد المسافة إلى مكان انعقاد المؤتمر. ويبدو هدا واضحا من خلال الحواجز الأمنية المشددة التي توضع على بعد يسير من الفندق الذي يقام فيه المؤتمر وكذلك عناصر الأمن الذين يحلون بطنجة في هده المناسبة .
وفي وقت سابق رفع المحتجون رجالا ونساء وأطفالا شعارات تدعو إلى إيقاف المؤتمر وتندد بالتطبيع والمطبعين مع الصهاينة وتحيي المقاومة، مؤكدين على أنهم جزء منها، بترديدهم لشعار "من طنجة بعد اسطنبول سنكرر الأسطول". وفي دلك إشارة قوية على أن المحتجين ومعهم كل المغاربة يرفضون التطبيع، وقد جاءت تلك الوقفة الإحتجاجية تعبير واضح من سكان مدينة طنجة على رفضهم لأن تكون مدينتهم بوابة للتطبيع مع الكيان الصهيوني. وكل هده الشعارات المرفوعة تعبر عن نبض الشارع المغربي وصوته الحقيقي الرافض للتطبيع مع الصهاينة ويقول مصدر لم يرد الكشف عن نفسه بأن "تفاعل المسؤوليين مع هذا النبض هو الذي سيسائلهم حول مدى استيعابهم لصوت الضمير المغربي. ويضيف إن استدعاء معهد "أماديوس" لشخصيات صهيونية، يعد بمثابة "جزاء لهم على ما يرتكبه كيانهم من جرائم في الوقت الذي يدانون فيه على المستوى الدولي".
ويشار إلى أن الدورة الثانية من أشغال منتدى ميدايز عرفت مشاركة شخصيتين صهيونيتين . منها تسيبي لفني وزيرة الخارجية الإسرائيلية سابقا و"بروس مادي وايتزمان" الباحث الصهيوني في معهد موشي ديان للأبحاث، والذي سبق له أن نشر بحثا يحث فيه الكيان الصهيوني الغاصب على استغلال ورقة الأمازيغ للتغلل وتطبيع العلاقات مع المغرب. ناهيك عن مشاركة "جدعون ليفي" وهو صحافي بجريدة "هاآرتز" الصهيونية المتطرفة.
تجدر الإشارة إلى أن المحكمة الإدارية بالرباط قضت في وقت سابق بعدم الإختصاص في القضية التي رفعتها مجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين من أجل إيقاف مؤتمر "ميدايز" من الإنعقاد وسحب الترخيص منه أو من مشاركة كل من يحمل جنسية "إسرائيلية" في أشغال المؤتمر. كادم بوطيب