عندما قرر السويسريون باستفتاء شعبي معارضة بناء المآذن اكتشفت الدول الإسلامية وجها آخر لسويسرا، هاجمها الأصوليون وقالوا عنها إن شعبها يكره الدين الإسلامي. هذه الأفكار الجاهزة هي من تناولها لوران أليكر المخرج السويسري، في فيلمه الأخير "عملية الدارالبيضاء". الفيلم السويسري الذي لعب دور البطولة فيه طارق بخاري، يحكي قصة مهاجر سري مغربي يجد نفسه وسط حركة إرهابية خطيرة. هذه الأفكار الجاهزة عن العرب والإرهاب وظفها المخرج في قالب هزلي ساخر. الجانب الساخر كان حاضرا في طريقة أداء الممثل طارق بخاري، قدم أداء بأسلوب شارلي شابلين، راسما تلك الهوة الكبيرة بينه وبين ما يقع حوله من قصص لا تعنيه. نجح هذا الممثل في بطولة أول فيلم سينمائي له. هذا الفيلم الحركي الساخر يرصد تناقضات مجتمع كون أفكار جاهزة عن قوميات وإثنيات فصدقها وتعايش معها. الفيلم ممتع بسيط لا يقدم الدروس في السينما كما في الحياة، يخاطب جمهورا واسعا بأسلوب ذكي يفهمه الجميع. وكان منتج الفيلم ومخرجه وفريقه الفني والتقني قد قدموه للجمهور البيضاوي مساء أمس الثلاثاء بميكاراما بالدارالبيضاء، وسيتم توزيع الفيلم تجاريا في المغرب بتزامن مع توزيعه في سويسرا