بعد جهد جهيد مع الإجراءات الإدارية والمسطرية المعقدة و المعرقلة أحيانا تمكن شباب التاكوني الدروة من تأسيس جمعيتهم المدنية المنشودة, جمعية المنار للتنمية و البيئة و التضامن, جمعية فتية كل أعضائها شباب يجمعهم هدف واحد هو تنمية منطقتهم الصغيرة في جميع المجالات. أول نشاط تقوم به الجمعية تمثل في تنظيف إحدى الساحات الواقعة داخل المجال السكاني مخصصة لرمي الأزبال ما ينعكس سلبا على الحالة الصحية والنفسية خصوصا لدى الأطفال, آد يعاني الكثير منهم من أمراض جلدية وتنفسية عديدة. حتى يكون المشروع متكاملا لم يفت الجمعية إحداث بديل عن هدا المكان خصص لرمي الأزبال ومخلفات الماشية بعيد عن السكان وفي متناول الجميع. بالإضافة إلى تنظيف المكان من كان مقررا إحداث مساحة خضراء تكون متنفسا يؤم إليه الجميع ويستقبل أنشطة الجمعية مستقبلا, نضرا لأن الكرازة لا تتوفر على اي فضاء شبابي او تقافي على الاطلاق. لم تدم فرحة السكان ومعهم الجمعية المذكورة طويلا بانجاز الشطر الأول من المشروع آد سرعان ما عادت حليمة لعادتها القديمة, العادة التي بسببها لم نعد نرى في الكرازة قاطبتا أي من المساحات الفارغة أو الأزقة الواسعة التي كانت تتسع لمرور الآلات الفلاحية و السيارات, أو الملاعب الرياضية الكبيرة التي إلى وقت قريب كانت ميزة كرزوزية يفخر بها كل دوار لشساعتها وسعتها لكل الفئات العمرية دون استثناء. الفرحة توقفت بعدما قام احد السكان بالترامي على جزء كبير من هده الساحة أمام مرأى ومسمع الجميع دون أن يحرك احد ساكنا من سلطات إدارية وهيأت منتخبة, حتى بعد شكاية تقدمت بها الجمعية لدى السيد القائد ورئيس الجماعة القروية لسيدي حمادي الدين عاينوا الوضع بأعينهم اكتر من مرة. أما الآن لم يبقى أمام الجمعية و السكان عموما حسب احد أعضاء الجمعية سوى التوجه لدى عمالة إقليم الفقيه بن صالح قصد إيجاد حل لهادا المشكل وحتى لا يضيع مجهودنا سدا. يبقى ان أشير ان الوضع لا يقتصر على دوار الدروة التاكوني فقط بل أصبح ظاهرة كرزوزية دون استثناء. تتداخل في مسبباتها مجموعة من الحسابات منها ما هو انتخابي ومنها ما يتعلق بحالات الزبونية و الارتشاء من الفساد الإداري الذي يطبع واقعنا العام. واقع لا يجب أن يستمر في زمن الربيع العربي ربيع الحرية والنزاهة و العدالة الاجتماعية.