بَّا حمدون اشتكى لنا مواطن يقطن بإقليم أزيلال، مما لحقه خلال مطلع الأسبوع المنصرم من أضرار نفسية، تسبب فيها احد أفراد الدرك الملكي بالحاجز الأمني، الذي كان يتموقع على بعد كلم تقريبا من قنطرة واد العبيد في اتجاه مدينة بني ملال، و هو الحاجز ذاته، الذي أصبح يُوصف حسب روايات المواطنين ب" النقطة السوداء" لكافة العابرين. الرجل المشتكي، الذي يملك شاحنة من نوع (كونتير)،اخبرنا أن رجل الدرك استفسره بطريقة مهينة، عما إذا كان يملك رخصة لحمل الخيول ، وطلب منه أوراق الشاحنة بدعوى انه ارتكب مخالفة، ولمّا استفسره عن نوع المخالفة، امتنع (رجل السلطة) عن الإجابة وقال له (انك لا تفهم في هذه الأمور؟). وقد تطور الأمر إلى درجة قصوى ،، يقول السائق، "بعدما طلبت من الدركي السماح لي بتوجيه الشاحنة إلى أقرب مركز للدرك الملكي، الذي هو بطبيعة الحال مركز واد العبيد ،لمقابلة رئيسه ومعرفة طبيعة المخالفة"، إلا أن رجل بنسليمان أغضبه الأمر، واعتبر ذلك تجاوزا لسلطته، فاغرق السائق بوابل من السب والشتم إلى أن تدخل زميله في المهنة، الذي هدّأ الأوضاع ، وأخذ أوراق الشاحنة ، وبعد الاطلاع عليها أعادها في حينها إلى المعني، وطلب منه المغادرة بعد الاعتذار له عما فعله زميله. وعلى أية حال فما أثارني في رواية هذا السائق سواء كانت صحيحة أم لا، هو المكان الذي يختاره رجال الدرك بهذا المركز لوضع الحاجز الأمني ، حيث يجعل اشتغالهم أشبه بلعبة" غميضة " فهُم غالبا ما يختارون أماكن شبه متخفية أو تستعصي عن الرؤية بالعين المجردة، مثلما هو الحال بمكانهم المعروف بجانب التعاونية بمركز واد العبيد، حيث يتخفون بدون سيارة الدرك وبدون علامات التخفيف من السرعة، أو في النقطة التي تحدثنا عنها سابقا ، وذلك رغبة منهم في اصطياد المزيد من الضحايا، وخاصة أولئك الذين لا يعرفون هذه النقط السوداء. وعن هذا الموقع والتموقع نتساءل مع بقية المواطنين، هل هذا الأسلوب في العمل يدخل فعلا في إطار أخلاقيات المهنة ؟ وهل الاختفاء في أماكن تُوهِم السائقين بغياب الحاجز الأمني، يعتبر أسلوبا قانونيا في رصد المخالفات ، خصوصا إذا ما علمنا أن أحد هذه الحواجز، يتواجد في وسط منحدر غالبا ما يخدع السائقين؟؟ إن أغلبية أساليب التخفي هذه، وحسب شهود كُثْر، تهدف بالأساس، ليس فقط إلى تطبيق القانون واحترام مدونه السير، وإنما أيضا إلى اصطياد المواطن ، وترهيبه في أفق إخضاعه لمزاج خاص، وذلك ما يتنافى والمفهوم الجديد للسلطة. ،فإلى متى سيبقى المواطن ضحية لهذه النزوات الشخصية التي تضرب في العمق كل المجهودات الجبارة التي تحققت على مستوى هذا المجال؟ ومتى سيتم تقنين طرائق الاشتغال بهذا المركز، وتحسين خدماته؟؟